فصل: الفصل العشرون: الحجامة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.الفصل العشرون: الحجامة:

الحجامة تنقيتها لنواحي الجلد أكثر من تنقية الفصد واستخراجها للدم الرقيق أكثر من استخراجها للدم الغليظ ومنفعتها في الأبدان العبال الغليظة الدم قليلة لأنها لا تبرز دماءها ولا تخرجها كما ينبغي بل الرقيق جداً منها بتكلف وتحدث في العضو المحجوم ضعفاً.
ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أوّل الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت ولا في أخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزيدها لزيد النور في جرم القمر ويزيد الدماغ في الأقحاف والمياه في الأنهار ذوات المدّ والجزر.
واعلم أن أفضل أوقاتها في النهار هي الساعة الثانية والثالثة ويجب أن تتوقى الحجامة بعد الحمام إلا فيمن دمه غليظ فيجب أن يستحم ثم يبقى ساعة ثم يحجم.
وأكثر الناس يكرهون الحجامة والحجامة على النقرة خليفة الأكحل وتنفع من ثقل الحاجبين وتخفف الجفن وتنفع من جرب العين والبخر في الفم والتحجر في العين.
وعلى الكاهل خليفة الباسليق وتنفع من وجع المنكب والحلق.
وعلى أحد الأخذعين خليفة القيفال وتنفع من ارتعاش الرأس وتنفع الأعضاء التي في الرأس مثل الوجه والأسنان والضرس والأذنين والعينين والحلق والأنف لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان حقاً كما قيل فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ وتضعفه الحجامة وعلى الكاهل تضعف فم المعدة.
والأخدعية ربما أحدثت رعشة الرأس فليسفل النقرية قليلاً وليصعد الكاهلي قليلاً إلا أن يتوخى بها معالجة نزف الدم والسعال فيجب أن تنزل ولاتصعد.
وهذه الحجامة التي تكون على الكاهل وبين الفخذين نافعة من أمراض الصدر الدموية والربو الدموي لكنها تضعف المعدة وتحدث الخفقان.
والحجامة على الساق وقارب الفصد وتنقي الدم وتدر الطمث.
ومن كانت من النساء بيضاء متخلخلة رقيقة الدم فحجامة الساقين أوفق لها من فصد الصافن والحجامة على القمحدوة وعلى الهامة تنفع فيما ادعاه بعضهم من اختلاط العقل والدوار وتبطىء فيما قالوا بالشيب وفيه نظر فإنه قد تفعل ذلك في أبدان دون أبدان.
وفي أكثر الأبدان يسرع بالشيب وينفع من أمراض العين وذلك أكثر منفعتها فإنها تنفع من جربها وبثورها لكنها تضر بالدهن وتورث بلهاً ونسياناً ورداءة فكر وأمراضاً مزمنة وتضرّ بأصحاب الماء في العين اللهم إلا أن تصادف الوقت والحال التي يجب فيها استعمالها فربما لم تضر.
والحجامة تحت الذقن تنفع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والفكين.
والحجامة على القطن نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره من النقرس والبواسير وداء الفيل ورياح المثانة والرحم ومن حكّة الظهر.
وإذا كانت هذه الحجامة بالنار بشرط أو غير شرط نفعت من ذلك أيضاً والتي بشرط أقوى في غير الريح والتي بغير شرط أقوى في تحليل الريح الباردة واستئصالها ههنا وفي كل موضع.
والحجامة على الفخذين من قدام تنفع من ورم الخصيتين وخراجات الفخذين والساقين والتي على الفخذين من خلف تنفع من الأورام والخراجات الحادثة في الأليتين.
وعلى أسفل الركبة تنفع من ضربان الركبة الكائن من أخلاط حادة ومن الخراجات الرديئة والقروح العتيقة في الساق والرجل.
والتي على الكعبين تنفع من احتباس الطمث ومن عرق النسا والنقرس.
وأما الحجامة بلا شرط فقد تستعمل في جذب المادة عن جهة حركتها مثل وضعها على الثدي لحبس نزف دم الحيض وقد يراد بها إبراز الورم الغائر ليصل إليه العلاج وقد يراد بها نقل الورم إلى عضو أخس في الجوار وقد يراد بها تسخين العضو وجذب الدم إليه وتحليل رياحه وقد يراد بها رده إلى موضعه الطبيعي المنزول عنه كما في القيلة وقد تستعمل لتسكين الوجع كما توضع على السرة بسبب القولنج المبرح ورياح البطن وأوجاع الرحم التي تعرض عند حركة الحيض خصوصاً للفتيات.
وعلى الورك لعرق النسا وخوف الخلع.
وما بين الركبتين نافعة للوركين والفخذين والبواسير ولصاحب القيلة والنقرس.
ووضع المحاجم على المقعدة يجذب من جميع البدن ومن الرأس وينفع الأمعاء ويشفي من فساد الحيض ويخف معها البدن ونقول: إن للحجامة بالشرط فوائد ثلاث: أولاها: الاستفراغ من نفس العضو ثانيتها: استبقاء جوهر الروح من غير استفراغ تابع لاستفراغ ما يستفرغ من الاخلاط وثالثتها: تركها التعرّض للاستفراغ من الأعضاء الرئيسة.
ويجب أن يعمق المشرط ليجذب من الغور وربما ورم موضع التصاق المحجمة فعسر نزعها فليؤخذ خرق أو اسفنجة مبلولة بماء فاتر إلى الحرارة وليكمّد بها حواليها أولاً.
وهذا يعرض كثيراً إذا استعملنا المحاجم على نواحي الثدي ليمنع نزف الحيض أو الرعاف ولذلك لا يجب أن يضعها على الثدي نفسه وإذا دهن موضع الحجامة فليبادر إلى إعلاقها ولا تدافع بل تستعجل في الشرط وتكون الوضعة الأولى خفيفة سريعة القلع ثم يتدرج إلى إبطاء القلع والإمهال.
وغذاء المحتجم يجب أن يكون بعد ساعة والصبي يحتجم في السنة الثانية وبعد ستين سنة لا يحتجم البتة وفي الحجامة على الأعالي أمن من انصباب المواد إلى أسفل والمحتجم الصفراوي يتناول بعد الحجامة حب الرمان وماء الرمان وماء الهندبا بالسكر والخس بالخل.

.الفصل الحادي والعشرون: العلق:

قالت الهند: إن من العلق ما في طباعها سميه فليجتنب جميع ما كان عظيم الرأس لونه كحلي أسود أو لونه أخضر وذوات الزغب والشبيه بالمارماهج والتي عليها خطوط لازوردية والشبيهة الألوان بأبي قلمون ففي جميع هذه سمية يورث إرسالها أوواماً وغشياً ونزف دم وحمى واسترخاء وقروحاً رديئة وليجتنب المصيدة من المياه الحمئية الرديئة بل يختار ما يصاد من المياه الطحلبية ومأوى الضفادع ولا يلتفت إلى ما يقال أن الكائنة في مياه مضفدعة رديئة ولتكن ماسية الألوان يعلوها خضرة ويمتد عليها خطان زرنيخيان والشقر الزرق المستديرة الجنوب والكبدية الألوان والتي تشبه الجراد الصغير والتي تشبه ذنب الفأر الدقاق الصغار الرؤوس ولا يختار على حمر البطون خضر الظهور ولا سيما إن كانت في المياه الجارية وجذب العلق للدم أغور من جذب الحجامة.
ويجب أن يصاد قبل الاستعمال بيوم ويقيأ بالأكباب حتى يخرج ما في بطونها إن أمكن ذلك ثم يصب لها شيء يسير من الدم من حَمَلِ أو غيره ليغتذي به قبل الإرسال ثم تؤخذ وتنظف لزوجاتها وقذاراتها بمثل اسفنجة ويغسل موضع إرسالها ببورق ويحمر بالدلك ثم ترسل العلق عند إرادة استعمالها في ماء عذب فتنظف ثم ترسل.
ومما ينشطها للتعلق مسح الموضع بطين الرأس أو بدم فإذا امتلأت وأريد إسقاطها ذر عليها شيء من ملح أو رماد أو بورق أو حراقة خرق كتان أو اسنفجة محرقة أو صوفة محرقة.
والصواب بعد سقوطها أن يمتص بالمحجمة فيؤخذ من دم الموضع شيء يفارق معه ضرر أثرها ولسعها فإن لم يحتبس الدم ذر عليه عفص محرق أو نورة أو رماد أو خزف مسحوق جداً أو غير ذلك من حسابات الدم ويجب أن تكون عتيدة معدة عند معلق العلق واستعمال العلق جيد في الأمراض الجلديه من السعفة والقوباء والكَلَف والنمش وغير ذلك.

.الفصل الثاني والعشرون: الاستفراغات:

الاستفراغات تحبس إما بإمالة المادة من غير استفراغ آخر وإما باستفراغ مع الإمالة وإما بإعانة الاستفراغ نفسه وإما بأدوية مبردة أو مغرية أو قابضة أو كاوية وإما بالشد.
أما حبس الاستفراغ بالجذب من غير استفراغ فمثل وضع المحاجم على الثدي ليمنع نزف الدم من الرحم وأجود الجذب ما كان مع تسكين وجع المجذوب عنه.
وأما الذي يكون بجذب مع استفراغ فمثل فصد الباسليق لذلك ومثله حبس القيء بالإسهال والإسهال بالقي وحبس كليهما بالتعريق.
وأما بمعاونة الاستفراغ فمثل تنقية المعدة والمعي عن الأخلاط اللزجة المذربة المزلقة بالأيارج والاجتهاد في تنقية فم المعدة بالقيء لتنقطع مادة القيء الثابت.
وإما بالأدوية المبردة لجمد السائل ويأخذ الفوهات ويضيقها.
وأما الأدوية القابضة لتقبض المادة وتضم المجاري.
وإما بالأدوية المغرية لتحدث السدد في فوهات المجاري.
فإن كانت حارة مجففه فهي أبلغ وإما الكاوية لتحدث خشكريشة تقوم على وجه المجرى فيسد ويرتق ولها ضرر متوقع وذلك أن الخشكريشة ربما انقلعت فزاد المجرى اتساعاً.
ومن الكاوية ما له قبض كالزاج ومنه ما ليس له قبض كالنورة الغير مطفاة يراد القابضة حيث يراد خشكريشة غير ثابتة وتراد الآخرى حيث يراد أن تسقط الخشكريشة سريعاً وتراد الكاوية القابضة حيث يراد خشكريشة ثابتة.
وأما الذى بالشد فبعضه بإطباق المجرى وقسره على الإنضمام كشد ما فوق المرفق عند خطأ الفصاد في الباسليق إذا أصاب الشريان وبعضه بحشو فم الجراحة مثل ما يسد سبيل المستفرغ مثل إلقام الجراحة وبر الأرنب ونقول: إن نزف الدم إن كان من أجل انقتاح أفواه.
العروق عولج بالقابضة ليضم أفواهها وإن كان من حرق فبالقابضة المغرية كالطين المختوم وإن كان عن كُل فيما ينبت اللحم مخلوطاً بما يجلو لِتَأكل وأنت تعلم جميع ذلك من موضع آخر.

.الفصل الثالث والعشرون: معالجات السدد:

السدد إما من أخلاط غليظة وإما من أخلاط لزجة وإما من أخلاط كثيرة.
والأخلاط الكثيرة إذا لم يكن معها سبب آخر كفى مضرتها إخراجها بالفصد والإسهال وإن كانت غليظة احتيج إلى المحلات الحالية وإن كانت لزجة ولا سيما رقيقة فيحتاج إلى المقطعات وقد عرفت الفرق بين الغليظ واللزج وهو الفرق بين الطين والغراء المذاب.
والغليظ يحتاج إلى المحلل ليرققه فيسهل اندفاعه.
واللزج يحتاج إلى المقطع ليعرض بينه وبين ما التصق به فيبرئه عنه وليقطع أجزاءه صغاراً صغاراً إذا كان اللزج يسدٌ بالتصاقه وتلازم أجزائه وجب أن يحذر في تحليل الغليظ سببان متضادان: أحدهما التحليل الضعيف الذي يزيد في تحليل الضعيف الذي في تحليل المادة زيادة حجمها من غير أن يبلغ التحليل فتزداد السدة والآخر التحليل الشديد القوي الذي يتحلّل معه لطيفها ويتحجر كثيفها فإذا احتيج إلى تحليل قوي أردف بالتليين اللطيف بمادة لا غلظ فيها مع حرارة معتدلة لتعين ذلك على تحليل كلية الساد فإن أصعب السدد سدد العروق وأصعبها سدد الشرايين وأصعبها ما كان في الأعضاء الرئيسة.
وإذا اجتمع في المفتحات قبض وتلطيف كانت أوفق فإن القبض يدرأ عنف اللطيف عن العضو.

.الفصل الرابع والعشرون: معالجات الأورام:

والأورام منها حارة ومنها باردة ومنها رخوة ومنها باردة صلبة وقد عددناها.
وأسبابها إما بادية وإما سابقة. والسابقة كالامتلاء والبادية مثل السقطة والضربة والنهشة.
والكائن من أسباب بادية إما أن يتفق مع امتلاء في البدن أو مع اعتدال من الأخلاط ولا يكون مع امتلاء في البدن.
والكائن عن أسباب سابقة وعن بادية موافقة لامتلاء البدن فلا يخلو إما أن تكون في أعضاء مجاورة للرئيسة وهي كالمفرغات للرئيسية أو لا تكون فإن لم تكن فلا يجوز أن يقرب إليها من المحللات شيء البتة في الابتداء بل يجب أن يصلح العضو الدافع إن كان عضو دافع ويصلح البدن كله إن كان ليس له عضو مفرد وأن يقرب إليه كل القرب كل ما يردع ويجذب إلى الخلاف ويقبض وربما جذب إلى خلاف ذلك العضو في الجانب المخالف برياضة أو حمل ثقيل عليه.
وكثيراً ما تجذب المادة عن اليد المتورمة إذا حمل بالآخرى ثقيل وأمسك ساعة.
وأما القابضات فيجب فيها أن تتوخى القابضات الرادعة في الأورام الحارة المزاج صرفة وفي الأورام الباردة مخلوطة بما لَه قوة حارة مع القبض مثل الإذخر وأظفار الطيب وكلما يزيد الصفان نقص القبض وقوى به المحلل حتى يوافي الانتهاء فحينئذ يخلط بينهما بالسوية وعند الانحطاط يقتصر على المحلل والمرخي.
والباردة الرخوة يجب أن يكون ما يحللها شيئاً حارأً ميبساً أكثر ما يكون في الحارة.
هذا وأماالحادث عن سبب باد وليس هناك امتلاء من الأخلاط فيجب أن يعالج في أول الأمر بالإرخاء والتحليل وإلا فبمثل ما عولج به الأول.
وأما إذا كان العضو المتورم مفرغة لعضو رئيس مثل المواضع الغددية من العنق حول الأذنين للدماغ والإبط للقلب والإربيتين للكبد فلا يجوز البتة أن يقرب إليها ما يردع ليس لأجل أن هذا ليس علاجاً لأورامها فإن هذا هو أعلاج لأورامها غير أنا نؤثر أن لا نعالج أورامها ونجتهد في الزيادة فيها وجذب المادة إليها ولا نبالي من اشتداد الضرر بالعضو طلباً منا لمصلحة العضو الرئيس وخوفاً منا أنا ذا أردعنا المادة انصرفت إلى العضو الرئيس وكان من ذلك ما لا يطاق تداركه فنحن نستأثر وقوع الضرر بالعضو الخسيس من حيث ينفع العضو الرئيس حتى إنا لنجتهد في جذب المادة إلى العضو الخسيس وتوريمه ولو بالمحاجم والأضمدة الجاذبة الحادة.
وإذا جتمع أمثال هذه الأورام أو غيرها- وخصوصاً في المواضع الخالية- فربما انفرج بذاته أو معونة الإنضاج وربما احتجت إلى الإنضاج والبط معاً.
والإنضاج يتم بما فيه مع الحرارة تسديد وتغرية يحصر بهما الحار ومن يحاول الإنضاج بمثل هذه المنضجات بجب عليه أن يتأمل فإن وجد الحار الغريزي ضعيفاً ورأى العضو يميل إلى الفساد نحى عنه المغرّيات والمسدّدات واستعمل المفتّحات والشرط العميق ثم الأدوية التي فيها تحليل وتجفيف وكما نستقصي فيه في الكتب الجزئية وكثيراً ما يكون الورم غائراً فيحتاج إلى جذبه نحو الجلد ولو بالمحاجم بالنار.
وأما الأورام الصلبة المجاوزة حد الابتداء فالقانون فيها أن تلين تارة بما يقلّ إسخانه وتجفيفه لئلآ يتحجر كثيفه لشدة التحليل بل يستعد جميعه للتحليل ثم يشد عليه التحليل ثم إن خيف- من تحلل ما تحلّل- تحجر ما يبقى أقبل على تليينه ثانياً ولا يزال يفعل ذلك حتى يفنى كله في مدتي التليين والتحليل.
والأورام الفجة تعالج يما يسخن مع لطافة والأورام النفخية تعالج بما يسخن مع لطافة جوهر لتحلل الريح وتوسع المسام إذ السبب في الأورام النفخية غلظ الريح بانسداد المسام.
ويجب أيضاً أن يعتنى بجسم مادة ما يحدث البخار الريحي.
ومن الأورام أورام قرحية كالنملة فيجب أن تبرد كالفلغموني ولكن لا ينبغي أن يرطب وأن كان الورم يقتضي الترطيب بل ينبغي أن تجقف لأن العرض ههنا قد غلب السبب.
والعرض هو التقرح المتوقع أو الواقع.
والتقرح علاجه التجفيف وأضر الأشياء به الترطيب.
وأما الأورام الباطنة فيجب أن تنقص المادة عنها بالفصد والإسهال ويجتنب صاحبها الحمام والشراب والحركات البدنية والنفسانية المفرطة كالغضب ونحوه ثم يستعمل في بدء الأمر ما يردع من غير حمل شديد وخصوصاً إن كان في مثل المعدة أو الكبد لهاذا جاء وقت تحليلها فلا يجب أن يخلي عن أدوية قابضة طيبة الريح كما أومأنا إليه فيما سلف.
والكبد والمعدة أحوج إلى ذلك من الرئة ويجب أن تكون الملينات للطبيعة التي تستعمل فيها إنضاج وموافقة للأورام مثل عنب الثعلب والخيار شنبر.
ولعنب الثعلب خاصية في تحليل الأورام الحارة الباطنة ويجب أن لا يغذى أربابها إلا لطيفاً وفي غير وقت النوبة إن كانت في ابتدائها إلا لضعف شديد.
ومن بلي باجتماع ورم الأحشاء مع سقوط القوة فهو في طريق الموت لأن القوة لا تنتعش إلا بالغذاء.
والغذاء أضر شيء فإن تحللت فما أحسن ما يكون وإن تفجرت فيجب أن يشرب ما يغسلها مثل ماء العسل أو ماء السكر ثم يتناول ما ينضج برفق مع تجفيف ثم آخر الأمر يقتصر على المجففات.
وستعلم هذا من الكتاب المشتمل على الأمراض الجزئية علماً مشروحاً وقد يغلط في الأورام الباطنة التي تحت البطن فإنها ربما لم تكن أوراماً بل كانت فتقاً فيكون بطها فيه خطر وربما كانت ورماً باطناً وليس في الصفاق بل في المعي نفسه وكان في بطه خطر فاعلم ذلك.