الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النشر في القراءات العشر ***
تَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الطَّاءِ وَالْهَاءِ، وَ إِمَالَةِ رُءُوسِ آيِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي السَّكْتِ عَلَيْهِمَا، وَتَقَدَّمَ ضَمُّ هَاءِ {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} لِحَمْزَةَ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَتَقَدَّمَ الْوَقْفُ عَلَى الْوَادِي الْمُقَدَّسِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {طُوًى} هُنَا وَالنَّازِعَاتِ، فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِالتَّنْوِينِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنَا اخْتَرْتُكَ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَأَنَّا بِتَشْدِيدِ النُّونِ اخْتَرْنَاكَ بِالنُّونِ مَفْتُوحَةً وَأَلِفٍ بَعْدَهَا عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ أَنَا بِتَخْفِيفِ النُّونِ اخْتَرْتُكَ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَخِي اشْدُدْ}، وَفِي {وَأَشْرِكْهُ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِقَطْعِ هَمْزَةِ اشْدُدْ وَفَتْحِهَا وَضَمِّ هَمْزَةِ أَشْرِكْهُ مَعَ الْقَطْعِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ، فَرَوَى النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنِ الْفَضْلِ كَذَلِكَ، وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْفَضْلِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ، يَعْنِي عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِ ابْنِ وَرْدَانَ عَنْهُ بِوَصْلِ هَمْزَةِ اشْدُدْ وَابْتِدَائِهَا بِالضَّمِّ وَفَتْحِ هَمْزَةِ أَشْرِكْهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ عَنْ رُوَيْسٍ إِدْغَامُ {نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنْتَ} مُوَافَقَةً لِأَبِي عَمْرٍو فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى {فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَجَزْمِ الْعَيْنِ فَيَجِبُ لَهُ إِدْغَامُهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ وَالنَّصْبِ، وَقَدِ انْفَرَدَ الْهُذَلِيُّ بِذَلِكَ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي غَيْرِ طَرِيقِ الْفَضْلِ. نَعَمْ هُوَ كَذَلِكَ لِلْعُمَرِيِّ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ رُوَيْسٍ الْعَيْنَ مُوَافَقَةً لِأَبِي عَمْرٍو فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {الْأَرْضَ مِهَادًا} هُنَا، وَفِي الزُّخْرُفِ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَإِسْكَانِ الْهَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَانْفَرَدَ ابْنُ مِهْرَانَ بِذَلِكَ عَنْ رَوْحٍ وَغَلِطَ فِيهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْهَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِيهَا. وَاتَّفَقُوا عَلَى الْحَرْفِ الَّذِي فِي النَّبَأِ أَنَّهُ كَذَلِكَ اتِّبَاعًا لِرُءُوسِ الْآيِ بَعْدَهُ. وَاخْتَلَفُوا فِي {نُخْلِفُهُ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْكَانِ الْفَاءِ جَزْمًا فَتَمْتَنِعُ الصِّلَةُ لَهُ لِذَلِكَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ وَالصِّلَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {سُوًى} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِضَمِّ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهَا فِي بَابِ الْإِمَالَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَيُسْحِتَكُمْ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ وَرُوَيْسٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ {خَابَ} لِحَمْزَةَ وَابْنِ عَامِرٍ بِخِلَافٍ عَنْهُ فِي بَابِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {قَالُوا إِنْ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَفْصٌ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {هَذَانِ} فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو {هَذَيْنِ} بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ، وَابْنُ كَثِيرٍ عَلَى أَصْلِهِ فِي تَشْدِيدِ النُّونِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ} فَقَرَأَ أَبُو عُمَرَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْقَطْعِ وَكَسْرِ الْمِيمِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ}، فَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ وَرَوْحٌ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَأَهْمَلَ ابْنُ مُجَاهِدٍ، وَصَاحِبُهُ ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ ذِكْرَ هَذَا الْحَرْفِ فِي كُتُبِهِمَا، فَتَوَهَّمَ بَعْضُهُمُ الْخِلَافَ فِي ذَلِكَ لِابْنِ ذَكْوَانَ، وَلَيْسَ عَنْهُ فِيهِ خِلَافٌ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {تَلْقَفُ}، فَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ رَفْعَ الْفَاءِ، وَرَوَى حَفْصٌ إِسْكَانَ اللَّامِ مَعَ تَخْفِيفِ الْقَافِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْأَعْرَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْجَزْمِ وَالتَّشْدِيدِ، وَالْبَزِّيُّ عَلَى أَصْلِهِ فِي تَشْدِيدِ التَّاءِ وَصْلًا كَمَا تَقَدَّمَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {كَيْدُ سَاحِرٍ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، سِحْرٍ بِكَسْرِ السِّينِ، وَإِسْكَانِ الْحَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِ الْحَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {أَأَمِنْتُمْ} فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ {أَنْ أَسْرِ} لِابْنِ كَثِيرٍ وَالْمَدَنِيَّيْنِ فِي هُودٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَا تَخَافُ دَرَكًا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ تَخَفْ بِالْجَزْمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنْجَيْنَاكُمْ}، وَ{وَاعَدْنَا}، وَ{رَزَقْنَاكُمْ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، أَنْجَيْتُكُمْ وَ وَاعَدْتُكُمْ وَ رَزَقْتُكُمْ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ مَفْتُوحَةً وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِيهِنَّ، وَتَقَدَّمَ حَذْفُ الْأَلِفِ بَعْدَ الْوَاوِ مِنْ {وَاعَدْنَاكُمْ} لِأَبِي جَعْفَرٍ، وَالْبَصْرِيِّينَ فِي الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ}، {وَمَنْ يَحْلِلْ} فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِضَمِّ الْحَاءِ مِنْ فَيَحُلَّ وَاللَّامِ مِنْ يَحْلُلْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَاللَّامِ مِنْهُمَا. وَاتَّفَقُوا عَلَى كَسْرِ الْحَاءِ مِنْ قَوْلِهِ: {أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ} لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْجَوَابُ لَا النُّزُولُ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {عَلَى أَثَرِي}، فَرَوَى رُوَيْسٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ الثَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {بِمَلْكِنَا} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَعَاصِمٌ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {حُمِّلْنَا أَوْزَارًا} فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْمِيمِ مُخَفَّفَةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِ الْمِيمِ مُشَدَّدَةً، وَتَقَدَّمَ {يَا ابْنَ أُمَّ} فِي الأَعْرَافِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يَبْصُرُوا بِهِ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ {فَنَبَذْتُهَا} فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا، وَكَذَا {فَاذْهَبْ فَإِنَّ}. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَنْ تُخْلَفَهُ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِكَسْرِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَنُحَرِّقَنَّهُ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْكَانِ الْحَاءِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَرَوَى ابْنُ وَرْدَانَ عَنْهُ بِفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّ الرَّاءِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَانْفَرَدَ ابْنُ سَوَّارٍ بِهَذَا عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ كَمَا انْفَرَدَ ابْنُ مِهْرَانَ بِالْأُولَى عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ وَالصَّوَابُ كَمَا ذَكَرْنَاهُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ النُّونِ وَكَسْرِ الرَّاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ الْفَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ يَخَفْ بِالْجَزْمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ نَقْضِيَ بِالنُّونِ وَكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِ الْيَاءِ نَصْبًا عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ وَحْيَهُ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يُقْضَى} بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً وَفَتْحِ الضَّادِ وَرَفْعِ {وَحْيُهُ}، وَتَقَدَّمَ {لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا} لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {إِنَّكَ لَا} فَقَرَأَ نَافِعٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {تَرْضَى} فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ} فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ جَمَّازٍ وَحَفْصٌ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فَرَوَاهَا ابْنُ الْعَلَّافِ وَابْنُ مِهْرَانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنِ الْفَضْلِ عَنْهُ كَذَلِكَ، وَكَذَا رَوَاهُ الْحَمَّامِيُّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ عَنْهُ، وَرَوَاهُ النَّهْرَوَانِيُّ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ، وَابْنِ هَارُونَ كِلَاهُمَا عَنِ الْفَضْلِ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ كِلَاهُمَا عَنْهُ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ {إِنِّي آنَسْتُ}، {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ}، {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ}، {لِنَفْسِي اذْهَبْ}، {فِي ذِكْرِي اذْهَبَا} فَتَحَ الْخَمْسَةَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو {لَعَلِّي آتِيكُمْ} أَسْكَنَهَا الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ {وَلِيَ فِيهَا} فَتَحَهَا حَفْصٌ وَالْأَزْرَقُ عَنْ وَرْشٍ {لِذِكْرِي إِنَّ}، {يَسِّرْ لِي أَمْرِي}، {عَلَى عَيْنِي}، {إِذْ تَمْشِي}، {بِرَأْسِي إِنِّي} فَتَحَ الْأَرْبَعَةَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَ{أَخِي اشْدُدْ} فَتَحَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو. وَمُقْتَضَى أَصْلِ مَذْهَبِ أَبِي جَعْفَرٍ فَتْحُهَا لِمَنْ قَطَعَ الْهَمْزَةَ عَنْهُ، وَلَكِنِّي لَمْ أَجِدْهُ مَنْصُوصًا {حَشَرْتَنِي أَعْمَى} فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ. وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ وَاحِدَةٌ {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ} أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ، إِلَّا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ فَتَحَهَا وَصْلًا، وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ مُجَاهِدٍ فِي كِتَابِهِ قِرَاءَةُ نَافِعٍ حَيْثُ ذَكَرَ ذَلِكَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ قَالُونَ، كَمَا وَهِمَ فِي جَامِعِهِ حَيْثُ جَعَلَهَا ثَابِتَةً لِابْنِ كَثِيرٍ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ، نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ.
وَاخْتَلَفُوا فِي: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ {قَالَ} بِأَلِفٍ عَلَى الْخَبَرِ، وَالْبَاقُونَ قُلْ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْأَمْرِ، وَوَهِمَ فِيهِ الْهُذَلِيُّ وَتَبِعَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ فَلَمْ يَذْكُرَا {قَالَ} لِخَلَفٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-. وَتَقَدَّمَ {نُوحِي إِلَيْهِمْ} لِحَفْصٍ فِي يُوسُفَ، وَكَذَلِكَ {نُوحِي إِلَيْهِ} لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ وَحَفْصٍ فِيهَا أَيْضًا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ {أَلَمْ} بِغَيْرِ وَاوٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِتَاءٍ مَضْمُومَةٍ وَكَسْرِ الْمِيمِ، وَنَصْبِ {الصُّمَّ}، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ غَيْبًا وَفَتْحِهَا وَفَتْحِ الْمِيمِ وَرَفْعِ الصُّمُّ وَنَذْكُرُ حُرُوفَ النَّمْلِ وَالرُّومِ فِي النَّمْلِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} هُنَا، وَفِي لُقْمَانَ {إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِرَفْعِ اللَّامِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ ضِيَاءً لِقُنْبُلٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {جُذَاذًا} فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا، وَتَقَدَّمَ {فَاسْأَلُوهُمْ} فِي بَابِ النَّقْلِ، وَتَقَدَّمَ {أُفٍّ لَكُمْ} فِي سُبْحَانَ، وَتَقَدَّمَ {أَئِمَّةً} فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لِتُحْصِنَكُمْ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ وَرُوَيْسٌ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَتَقَدَّمَ {الرِّيَاحَ} لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً وَفَتْحِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ مَفْتُوحَةً وَكَسْرِ الدَّالِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ عَلَى مَعْنَى نُنْجِي، ثُمَّ حُذِفَتْ إِحْدَى النُّونَيْنِ تَخْفِيفًا، كَمَا جَاءَ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَغَيْرِهِ قِرَاءَةُ {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} فِي الفُرْقَانِ. قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْفَضْلَ الرَّازِيُّ فِي كِتَابِهِ اللَّوَامِحِ: نُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ عَلَى حَذْفِ النُّونِ الَّذِي هُوَ فَاءُ الْفِعْلِ مِنْ نُنْزِلَ - قِرَاءَةُ أَهْلِ مَكَّةَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنُونَيْنِ، الثَّانِيَةُ سَاكِنَةٌ مَعَ تَخْفِيفِ الْمِيمِ، وَقَالَ ابْنُ هِشَامٍ فِي آخِرِ تَوْضِيحِهِ لَمَّا ذَكَرَ حَذْفَ إِحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ أَوَّلِ الْمُضَارِعِ فِي نَحْوِ {نَارًا تَلَظَّى}: وَقَدْ يَجِيءُ هَذَا الْحَذْفُ فِي النُّونِ، وَمِنْهُ عَلَى الْأَظْهَرِ قِرَاءَةُ ابْنِ عَامِرٍ وَعَاصِمٍ، {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} أَصْلُهُ نُنَجِّي بِفَتْحِ النُّونِ الثَّانِيَةِ، وَقِيلَ: الْأَصْلُ نُنْجِي بِسُكُونِهَا فَأُدْغِمَتْ كَإِجَّاصَةٍ وَإِجَّانَةٍ، وَإِدْغَامُ النُّونِ فِي الْجِيمِ لَا يَكَادُ يُعْرَفُ، انْتَهَى. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَحَرَامٌ عَلَى {فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ وَحِرْمٌ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَتَقَدَّمَ {فُتِحَتْ} فِي الأَنْعَامِ، وَتَقَدَّمَ {يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} لِعَاصِمٍ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ {يَحْزُنُهُمُ} لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي آلِ عِمْرَانَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {نَطْوِي السَّمَاءَ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً عَلَى التَّأْنِيثِ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَرَفْعِ السَّمَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ مَفْتُوحَةً وَكَسْرِ الْوَاوِ، وَنَصْبِ {السَّمَاءَ}. وَاخْتَلَفُوا فِي: {السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ {لِلْكُتُبِ} بِضَمِّ الْكَافِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِ التَّاءِ مَعَ الْأَلِفِ عَلَى الْإِفْرَادِ، وَتَقَدَّمَ {الزَّبُورِ} لِحَمْزَةَ وَخَلَفٍ فِي النِّسَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {قَالَ رَبِّ}، فَرَوَى حَفْصٌ {قَالَ} بِالْأَلِفِ عَلَى الْخَبَرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْأَمْرِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {رَبِّ احْكُمْ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الْبَاءِ، وَوَجْهُهُ أَنَّهُ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ جَائِزَةٌ فِي نَحْوِ يَا غُلَامِي تَنْبِيهًا عَلَى الضَّمِّ، وَأَنْتَ تَنْوِي الْإِضَافَةَ، وَلَيْسَ ضَمُّهُ عَلَى أَنَّهُ مُنَادًى مُفْرَدٌ كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ نِدَاءِ النَّكِرَةِ الْمُقْبَلِ عَلَيْهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَاخْتُلِفَ فِي {مَا تَصِفُونَ}، فَرَوَى الصُّورِيُّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ بِالْغَيْبِ، وَهِيَ رِوَايَةُ التَّغْلِبِيِّ عَنْهُ، وَرِوَايَةُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَاصِمٍ، وَقِرَاءَةٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَوَى الْأَخْفَشُ عَنْهُ بِالْخِطَابِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ أَرْبَعٌ {إِنِّي إِلَهٌ} فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو {وَمَنْ مَعِيَ} فَتَحَهَا حَفْصٌ {مَسَّنِيَ الضُّرُّ}، {عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} أَسْكَنَهَا حَمْزَةُ. وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ ثَلَاثٌ {فَاعْبُدُونِ} فِي المَوْضِعَيْنِ {فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} أَثْبَتَهُنَّ فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ.
وَاخْتَلَفُوا فِي: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، سَكْرَى بِفَتْحِ السِّينِ، وَإِسْكَانِ الْكَافِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ الْكَافِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَهُمْ فِي الْإِمَالَةِ عَلَى أُصُولِهِمْ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {رَبَتْ} هُنَا وَحم السَّجْدَةِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ رَبَأَتْ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْبَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ {لِيُضِلَّ عَنْ} فِي إِبْرَاهِيمَ، وَانْفَرَدَ ابْنُ مِهْرَانَ عَنْ رَوْحٍ بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ فِي {خَسِرَ الدُّنْيَا} عَلَى وَزْنِ فَاعِلٍ وَخَفْضِ {الْآخِرَةِ}، وَكَذَا رَوَى زَيْدٌ عَنْ يَعْقُوبَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ حُمَيْدٍ وَمُجَاهِدٍ وَابْنِ مُحَيْصِنٍ وَجَمَاعَةٍ إِلَّا ابْنَ مُحَيْصِنٍ بِنَصْبِ {الْآخِرَةَ}. وَاخْتَلَفُوا فِي: {ثُمَّ لْيَقْضُوا} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَوَرْشٌ وَرُوَيْسٌ بِكَسْرِ اللَّامِ فِيهِمَا، وَافَقَهُمْ قُنْبُلٌ فِي {لْيَقْضُوا}، وَانْفَرَدَ ابْنُ مِهْرَانَ بِكَسْرِ اللَّامِ فِيهِمَا عَنْ رَوْحٍ، وَكَذَلِكَ انْفَرَدَ فِيهِمَا الْخَبَّازِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فَخَالَفَا سَائِرَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ {وَالصَّابِئِينَ} لِنَافِعٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ، فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ {هَذَانِ} لِابْنِ كَثِيرٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لُؤْلُؤًا} هُنَا وَفَاطِرٍ فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَالْمَدَنِيَّانِ بِالنَّصْبِ فِيهِمَا، وَافَقَهُمْ يَعْقُوبُ هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِبْدَالِ هَمْزَتِهِ السَّاكِنَةِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ}، فَرَوَى حَفْصٌ بِنَصْبِ {سَوَاءً}، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ فِي لِيُوَفُّوا وَ لِيَطَّوَفُوا، فَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ كَسْرَ اللَّامِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِهَا مِنْهُمَا، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ فَتْحَ الْوَاوِ وَتَشْدِيدَ الْفَاءِ مِنْ وَلْيُوفُوا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ الطَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْخَاءِ وَتَخْفِيفِ الطَّاءِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي {الرِّيحُ} فِي البَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {مَنْسَكًا} فِي الحَرْفَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ السِّينِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا مِنْهُمَا. وَاخْتَلَفُوا فِي {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ}، {وَلَكِنْ يَنَالُهُ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ يَدْفَعُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْفَاءِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا مَعَ كَسْرِ الْفَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أُذِنَ لِلَّذِينَ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَعَاصِمٌ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ إِدْرِيسَ عَنْ خَلَفٍ، فَرَوَى عَنْهُ الشَّطِّيُّ كَذَلِكَ، وَرَوَى عَنْهُ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ التَّاءِ مُجَهَّلًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مُسَمًّى، وَتَقَدَّمَ دِفَاعُ لِلْمَدَنِيَّيْنِ وَيَعْقُوبَ فِي الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ التَّاءِ فِي فَصْلِ تَاءِ التَّأْنِيثِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَأَيِّنْ، وَهَمْزِهِ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ وَالْهَمْزِ الْمُفْرَدِ وَالْوَقْفِ عَلَى الرَّسْمِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَهْلَكْنَاهَا} فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ أَهْلَكْتُهَا بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ مَفْتُوحَةً وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ هَمْزِ {بِئْرٍ} فِي الهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {تَعُدُّونَ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {مُعَاجِزِينَ} هُنَا، وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ سَبَأٍ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَالْأَلِفِ فِيهِنَّ، وَتَقَدَّمَ تَخْفِيفُ {أُمْنِيَّتِهِ} لِأَبِي جَعْفَرٍ مِنَ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ وَقْفُ يَعْقُوبَ عَلَى {لَهَادِي الَّذِينَ} فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ تَشْدِيدُ ثُمَّ قُتِّلُوا لِابْنِ عَامِرٍ فِي آلِ عِمْرَانَ، وَتَقَدَّمَ انْفِرَادُ ابْنِ الْعَلَّافِ عَنْ رُوَيْسٍ فِي إِدْغَامِ {عَاقَبَ بِمِثْلِ} مُوَافَقَةً لِأَبِي عَمْرٍو فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {مُدْخَلًا} مِنَ النِّسَاءِ وَ{رَءُوفٌ} فِي البَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} هُنَا وَلُقْمَانَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَتَقَدَّمَ {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ يَاءٌ وَاحِدَةٌ {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَهِشَامٌ وَحَفْصٌ. وَمِنَ الزَّوَائِدِ ثِنْتَانِ {وَالْبَادِ} أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَوَرْشٌ، وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ {نَكِيرِ} أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ وَرْشٌ، وَفِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ.
وَاخْتَلَفُوا فِي: {لِأَمَانَاتِهِمْ} هُنَا وَالْمَعَارِجِ، فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ فِيهِمَا بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {عَلَى صَلَوَاتِهِمْ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالتَّوْحِيدِ، وَقَرَأَهَا الْبَاقُونَ بِالْجَمْعِ. وَاتَّفَقُوا عَلَى الْإِفْرَادِ فِي الْأَنْعَامِ وَالْمَعَارِجِ لِأَنَّهُ لَمْ يَكْتَنِفْهَا فِيهِمَا مَا اكْتَنَفَهَا فِي الْمُؤْمِنُونَ قَبْلُ، وَبَعْدُ مِنْ تَعْظِيمِ الْوَصْفِ فِي الْمُتَقَدِّمِ وَتَعْظِيمِ الْجَزَاءِ فِي الْمُتَأَخِّرِ فَنَاسَبَ لَفْظَ الْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ بِهِ أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي غَيْرِهَا فَنَاسَبَ الْإِفْرَادَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-. وَاخْتَلَفُوا فِي: {عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ عَظْمًا وَ الْعَظْمَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَإِسْكَانِ الظَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الظَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {طُورِ سَيْنَاءَ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِكَسْرِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَرُوَيْسٌ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الْبَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {نُسْقِيكُمْ} مِنَ النَّحْلِ، وَتَقَدَّمَ {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} كِلَاهُمَا فِي الْأَعْرَافِ، وَتَقَدَّمَ {مِنْ كُلِّ} فِي هُودٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا}، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الزَّايِ، وَتَقَدَّمَ {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} فِي البَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِكَسْرِ التَّاءِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِمَا فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {تَتْرَى} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالتَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُمْ فِي إِمَالَتِهَا مِنْ بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي رَبْوَةٍ فِي الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَأَسْكَنَ النُّونَ مِنْ إِنْ مُخَفَّفَةً ابْنُ عَامِرٍ وَشَدَّدَهَا الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ {نُسَارِعُ}، وَ{يُسَارِعُونَ}، وَ{طُغْيَانِهِمْ} فِي الْإِمَالَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {تَهْجُرُونَ} فَقَرَأَ نَافِعٌ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الْجِيمِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {خَرْجًا}، وَفِي {فَخَرَاجُ رَبِّكَ} فِي الكَهْفِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {أَئِذَا مِتْنَا}، وَ{أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ}، {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} فِي الأَخِيرَتَيْنِ، فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِإِثْبَاتِ أَلِفِ الْوَصْلِ قَبْلَ اللَّامِ فِيهِمَا وَرَفْعِ الْهَاءِ مِنَ الْجَلَالَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ رُسِمَا فِي الْمَصَاحِفِ الْبَصْرِيَّةِ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَمْرٍو فِي جَامِعِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لِلَّهِ}، {لِلَّهِ} بِغَيْرِ أَلِفٍ وَخَفْضِ الْهَاءِ، وَكَذَا رُسِمَا فِي مَصَاحِفِ الْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ. وَاتَّفَقُوا عَلَى الْحَرْفِ الْأَوَّلِ أَنَّهُ {لِلَّهِ} لِأَنَّ قَبْلَهُ {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا} فَجَاءَ الْجَوَابُ عَلَى لَفْظِ السُّؤَالِ، وَتَقَدَّمَ {بِيَدِهِ} فِي هَاءِ الْكِنَايَةِ {تَذَكَّرُونَ} وَفِي الْأَنْعَامِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {عَالِمُ الْغَيْبِ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِرَفْعِ الْمِيمِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ رُوَيْسٍ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ، فَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ وَابْنُ مِقْسَمٍ عَنِ التَّمَّارِ الرَّفْعَ فِي حَالَةِ الِابْتِدَاءِ، وَكَذَا رَوَى الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ وَالشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَارَزِينِيُّ كِلَاهُمَا عَنِ النَّخَّاسِ عَنْهُ. وَهُوَ الْمَنْصُوصُ لَهُ عَلَيْهِ فِي الْمُبْهِجِ وَكُتُبِ ابْنِ مِهْرَانَ وَالتَّذْكِرَةِ، وَكَثِيرٍ مِنْ كُتُبِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَالْمِصْرِيِّينَ، وَرَوَى بَاقِي أَصْحَابِ رُوَيْسٍ الْخَفْضَ فِي الْحَالَيْنِ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارِ وَقْفٍ، وَلَا ابْتِدَاءٍ، وَهُوَ الَّذِي فِي الْمُسْتَنِيرِ، وَالْكَامِلِ، وَغَايَةِ الْحَافِظِ أَبِي الْعَلَاءِ وَخَصَّصَهُ أَبُو الْعِزِّ فِي إِرْشَادَيْهِ بِغَيْرِ الْقَاضِي أَبِي الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيِّ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ رُوَيْسٍ فِي {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} مُوَافَقَةً لِأَبِي عَمْرٍو فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {شِقْوَتُنَا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الشِّينِ وَالْقَافِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الشِّينِ، وَإِسْكَانِ الْقَافِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَتَقَدَّمَ {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ} فِي الإِدْغَامِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {سِخْرِيًّا} هُنَا وَص فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ السِّينِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا فِيهِمَا. وَاتَّفَقُوا عَلَى ضَمِّ السِّينِ فِي حَرْفِ الزُّخْرُفِ لِأَنَّهُ مِنَ السُّخْرَةِ لَا مِنَ الْهَزْءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنَّهُمْ هُمُ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {قَالَ كَمْ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، قُلْ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْأَمْرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْخَبَرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {قَالَ إِنْ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، قُلْ عَلَى الْأَمْرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْخَبَرِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ {لَبِثْتُمْ} فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا، وَتَقَدَّمَ {فَاسْأَلِ} فِي النَّقْلِ، وَاخْتِلَافُهُمْ فِي {يَرْجِعُونَ} أَوَائِلَ الْبَقَرَةِ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ يَاءٌ وَاحِدَةٌ {لَعَلِّي أَعْمَلُ} أَسْكَنَهَا الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ. وَمِنَ الزَّوَائِدِ سِتٌّ {بِمَا كَذَّبُونِ} مَوْضِعَانِ {فَاتَّقُونِ}، {أَنْ يَحْضُرُونِ}، {رَبِّ ارْجِعُونِ}، {وَلَا تُكَلِّمُونِ} أَثْبَتَهُنَّ فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ.
وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَفَرَضْنَاهَا} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا {تَذَكَّرُونَ}، تَقَدَّمَ فِي الْأَنْعَامِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {رَأْفَةٌ} هُنَا، وَفِي الْحَدِيدِ، فَرَوَى قُنْبُلٌ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي الْحَدِيدِ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ إِسْكَانَ الْهَمْزَةِ كَالْجَمَاعَةِ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا مِثْلَ رَعَافَةِ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ جُرَيْجٍ وَمُجَاهِدٍ وَاخْتِيَارُ ابْنِ مِقْسَمٍ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْبَزِّيِّ هُنَا، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو رَبِيعَةَ تَحْرِيكَ الْهَمْزِ كَقُنْبُلٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ الْحُبَابِ إِسْكَانَهَا، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَكُلُّهَا لُغَاتٌ فِي الْمَصَادِرِ إِلَّا أَنَّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَى الْإِسْكَانِ فِي الْحَدِيدِ سِوَى مَا تَقَدَّمَ عَنْ ابْنِ شَنَبُوذَ، وَهُمْ فِي الْهَمْزِ عَلَى أُصُوِلِهِمُ الْمَذْكُورَةِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَتَقَدَّمَ الْمُحْصَنَاتِ لِلْكِسَائِيِّ فِي النِّسَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ} الْأَوَّلُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِرَفْعِ الْعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ}، وَ{أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ} فَقَرَأَ نَافِعٌ وَيَعْقُوبُ بِإِسْكَانِ النُّونِ مُخَفَّفَةً فِيهِمَا وَرَفْعِ لَعْنَةُ وَاخْتَصَّ نَافِعٌ بِكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِ الْبَاءِ مِنْ {غَضَبَ}، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ النُّونِ فِيهِمَا، وَنَصْبِ {لَعْنَةَ}، وَ{غَضَبَ}. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَالْخَامِسَةَ} الْأَخِيرَةِ فَرَوَاهُ حَفْصٌ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {كِبْرَهُ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِضَمِّ الْكَافِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَبِي رَجَاءٍ وَحُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَهُمَا مَصْدَرَانِ لِكَبُرَ الشَّيْءُ أَيْ عَظُمَ لَكِنَّ الْمُسْتَعْمَلَ فِي السِّنِّ الضَّمُّ أَيْ وَقِيلَ بِالضَّمِّ مُعْظَمُهُ وَبِالْكَسْرِ الْبَدَاءَةُ {بِالْإِفْكِ} وَقِيلَ الْإِثْمُ، وَتَقَدَّمَ إِذْ تَّلَقَّوْنَهُ فَإِنْ تَّوَلَّوْا لِلْبَزِّيِّ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {رَءُوفٌ} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {خُطُوَاتِ} فِيهَا أَيْضًا عِنْدَ {هُزُوًا}. وَاتَّفَقُوا عَلَى {مَا زَكَا مِنْكُمْ} بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَخْفِيفِ الْكَافِ إِلَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ مِهْرَانَ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ رَوْحٍ مِنْ ضَمِّ الزَّايِ وَكَسْرِ الْكَافِ مُشَدَّدَةً انْفَرَدَ بِذَلِكَ، وَهِيَ رِوَايَةُ زَيْدٍ عَنْ يَعْقُوبَ مِنْ طَرِيقِ الضَّرِيرِ، وَهِيَ اخْتِيَارُ ابْنِ مِقْسَمٍ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْهُذَلِيُّ عَنْ رَوْحٍ سِوَاهَا فَقَلَّدَ ابْنَ مِهْرَانَ، وَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ وَوَهِمَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلَا يَأْتَلِ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ يَتَأَلَّ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَيْنَ التَّاءِ وَاللَّامِ مَعَ تَشْدِيدِ اللَّامِ مَفْتُوحَةً، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ مَوْلَاهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَهِيَ مِنَ الْأَلِيَّةِ عَلَى وَزْنِ فَعِيلَةٍ مِنَ الْأَلْوَةِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا، وَهُوَ الْحَلِفُ، أَيْ: وَلَا يَتَكَلَّفُ الْحَلِفَ، أَوْ: لَا يَحْلِفُ أُولُو الْفَضْلِ أَنْ لَا يُؤْتُوا. وَدَلَّ عَلَى حَذْفِ لَا خُلُوُّ الْفِعْلِ مِنَ النُّونِ الثَّقِيلَةِ فَإِنَّهَا تَلْزَمُ فِي الْإِيجَابِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَيْنَ الْيَاءِ وَالتَّاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ خَفِيفَةً، إِمَّا مِنْ أَلَوْتُ، أَيْ: قَصُرْتُ، أَيْ: وَلَا تَقْصُرْ، أَوْ مِنْ آلَيْتُ أَيْ حَلَفْتُ يُقَالُ: آلَى وَأَتْلَى وَتَأَلَّى بِمَعْنًى، فَتَكُونُ الْقِرَاءَتَانِ بِمَعْنًى، وَذَكَرَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَرَّابُ فِي كِتَابِهِ عِلَلِ الْقِرَاءَاتِ أَنَّهُ كُتِبَ فِي الْمَصَاحِفِ يَتْلِ قَالَ: فَلِذَلِكَ سَاغَ الِاخْتِلَافُ فِيهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ، انْتَهَى. وَهُمْ فِي تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ عَلَى أُصُولِهِمْ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يَوْمَ تَشْهَدُ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَتَقَدَّمَ {جُيُوبِهِنَّ} عِنْدَ ذِكْرِ {الْبُيُوتَ} فِي البَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ، وَتَقَدَّمَ أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لِابْنِ عَامِرٍ، وَكَذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الرَّسْمِ، وَتَقَدَّمَ {إِكْرَاهِهِنَّ} لِابْنِ ذَكْوَانَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {مُبَيِّنَاتٍ} كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ، وَتَقَدَّمَ {كَمِشْكَاةٍ} لِلدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {دُرِّيٌّ} فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الدَّالِ مَعَ الْمَدِّ وَالْهَمْزِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الدَّالِ وَالْمَدِّ وَالْهَمْزِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ، وَحَمْزَةُ، عَلَى أَصْلِهِ فِي تَخْفِيفِهِ وَقْفًا بِالْإِدْغَامِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُوقَدُ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بِتَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَالدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ، وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِيَاءٍ مَضْمُومَةٍ، وَإِسْكَانِ الْوَاوِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ وَرَفْعِ الدَّالِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُسَبِّحُ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْبَاءِ مُجَهَّلًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مُسَمًّى الْفَاعِلَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ}، فَرَوَى الْبَزِّيُّ سَحَابُ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ {ظُلُمَاتٍ} بِالْخَفْضِ، وَرَوَى قُنْبُلٌ {سَحَابٌ} بِالتَّنْوِينِ {ظُلُمَاتٍ} بِالْخَفْضِ بَدَلًا مِنْ ظُلُمَاتٍ الْمُتَقَدِّمَةِ وَيَكُونُ {بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} مُبْتَدَأً وَخَبَرًا فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِـ ظُلُمَاتٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {سَحَابٌ} مُنَوَّنًا {ظُلُمَاتٌ} بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ.
وَاخْتَلَفُوا فِي: {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، فَقِيلَ: إِنَّ بَاءَ {بِالْأَبْصَارِ} تَكُونُ زَائِدَةً كَمَا هِيَ فِي {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ} وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى مِنْ كَمَا جَاءَتْ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: شَرِبَ النَّزِيفُ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ *** أَيْ: مِنْ بَرْدِ، وَيَكُونُ الْمَفْعُولُ مَحْذُوفًا، أَيْ: يَذْهَبُ النُّورُ مِنَ الْأَبْصَارِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْهَاءِ، وَتَقَدَّمَ خَالِقُ كُلِّ دَابَّةٍ لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ فِي إِبْرَاهِيمَ، وَتَقَدَّمَ {لِيَحْكُمَ} الْمَوْضِعَيْنِ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {يَتَّقْهِ} مِنْ بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {كَمَا اسْتَخْلَفَ}، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ، وَيَبْتَدِئُ بِضَمِّ هَمْزِ الْوَصْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا، وَيَبْتَدِئُونَ بِكَسْرِهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ، وَتَقَدَّمَ {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} لِابْنِ عَامِرٍ وَحَمْزَةَ فِي الْأَنْفَالِ، وَفَتَحَ السِّينَ وَكَسَرَهَا فِي الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ {ثَلَاثَ} بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ. وَاتَّفَقُوا عَلَى النَّصْبِ فِي قَوْلِهِ: {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} الْمُتَقَدِّمِ لِوُقُوعِهِ ظَرْفًا- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-. وَتَقَدَّمَ {بُيُوتِ} فِي البَقَرَةِ وَ{بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ} لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ فِي النِّسَاءِ، وَتَقَدَّمَ {تُرْجَعُونَ} لِيَعْقُوبَ فِي الْبَقَرَةِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْمُوَفِّقُ.
تَقَدَّمَ {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} فِي الوَقْفِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ضَمِّ التَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ مِنْ {مَسْحُورًا انْظُرْ} فِي البَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَيَجْعَلْ لَكَ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِرَفْعِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِجَزْمِهَا، وَتَقَدَّمَ ضَيِّقًا لِابْنِ كَثِيرٍ فِي الْأَنْعَامِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَيَقُولُ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنْ تَتَّخِذَ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الْخَاءِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي رَجَاءٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَحَفْصِ بْنِ عُبَيْدٍ وَمَكْحُولٍ. فَقِيلَ: هُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى وَاحِدٍ كَقِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ. وَقِيلَ: إِلَى اثْنَيْنِ، وَالْأَوَّلُ الضَّمِيرُ فِي {تَتَّخِذَ} النَّائِبُ عَنِ الْفَاعِلِ وَالثَّانِي {مِنْ أَوْلِيَاءَ}، وَ مِنْ زَائِدَةٌ وَالْأَحْسَنُ مَا قَالَهُ ابْنُ جِنِّي، وَغَيْرُهُ أَنْ يَكُونَ {مِنْ أَوْلِيَاءَ} حَالًا، وَ مِنْ زَائِدَةً لِمَكَانِ النَّفْيِ الْمُتَقَدِّمِ كَمَا يَقُولُ: مَا اتَّخَذْتُ زَيْدًا مِنْ وَكِيلٍ، وَالْمَعْنَى مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُعْبَدَ مِنْ دُونِكَ، وَلَا نَسْتَحِقُّ الْوَلَاءَ وَالْعِبَادَةَ; وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْخَاءِ.
وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ فِي {كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ}، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ بِالْغَيْبِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ حَيْوَةَ، وَنَصَّ عَلَيْهَا ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنِ الْبَزِّيِّ سَمَاعًا مِنْ قُنْبُلٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ بِالْخِطَابِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ}، فَرَوَى حَفْصٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {تَشَقَّقُ السَّمَاءُ} هُنَا، وَفِي ق فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو، وَالْكُوفِيُّونَ بِتَخْفِيفِ الشِّينِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ مِنْهُمَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِنُونَيْنِ الْأُولَى مَضْمُومَةٌ وَالثَّانِيَةُ سَاكِنَةٌ مَعَ تَخْفِيفِ الزَّايِ وَرَفْعِ اللَّامِ، وَنَصْبِ الْمَلَائِكَةِ، وَهِيَ كَذَلِكَ فِي الْمُصْحَفِ الْمَكِّيِّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَرَفْعِ {الْمَلَائِكَةُ}، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ وَاتَّفَقُوا عَلَى كَسْرِ الزَّايِ، وَتَقَدَّمَ {اتَّخَذْتُ} فِي الإِدْغَامِ وَ{يَا وَيْلَتَى} فِي الإِمَالَةِ وَالْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، وَتَقَدَّمَ {وَثَمُودَا} فِي هُودٍ، وَتَقَدَّمَ {هُزُوًا} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {أَفَأَنْتَ} لِلْأَصْبَهَانِيِّ وَ{الرِّيحَ} لِابْنِ كَثِيرٍ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {نَشْرًا} مِنَ الْأَعْرَافِ، وَتَقَدَّمَ {بَلْدَةً مَيْتًا} لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {لِيَذَّكَّرُوا} لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ فِي الْإِسْرَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لِمَا تَأْمُرُنَا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ وَاخْتَلَفُوا فِي {سِرَاجًا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ السِّينِ وَالرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا عَلَى الْإِفْرَادِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنْ يُذْكَرَ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِتَخْفِيفِ الذَّالِ مُسَكَّنَةً وَتَخْفِيفِ الْكَافِ مَضْمُومَةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهِمَا مَفْتُوحَيْنِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلَمْ يَقْتُرُوا} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَتَقَدَّمَ {يَفْعَلُ ذَلِكَ} لِأَبِي الْحَارِثِ فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الصَّغِيرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُضَاعَفْ}، {وَيَخْلُدْ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِرَفْعِ الْفَاءِ وَالدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِجَزْمِهِمَا، وَتَقَدَّمَ تَشْدِيدُ الْعَيْنِ لِأَبِي جَعْفَرٍ، وَابْنِ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبَ وَابْنِ عَامِرٍ مِنَ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {فِيهِ مُهَانًا} لِحَفْصٍ وِفَاقًا لِابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَذُرِّيَّاتِنَا} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْإِفْرَادِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَيُلَقَّوْنَ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ يَاءَانِ {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} فَتَحَهَا أَبُو عَمْرٍو وَ{إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَالْبَزِّيُّ، وَرَوْحٌ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُسْتَعَانُ.
تَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الطَّاءِ فِي بَابِهَا، وَتَقَدَّمَ السَّكْتُ عَلَى الْحُرُوفِ فِي بَابِهِ وَإِظْهَارُ السِّينِ عِنْدَ الْمِيمِ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا مِنَ الْإِدْغَامِ الصَّغِيرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِنَصْبِ الْقَافِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا، وَتَقَدَّمَ {اتَّخَذْتُ} فِي الإِدْغَامِ وَ{أَرْجِهْ} فِي هَاءِ الْكِنَايَةِ وَ{أَئِنَّ لَنَا} فِي الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ وَاخْتِلَافُهُمْ فِي {نَعَمْ} مِنَ الْأَعْرَافِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {تَلْقَفُ} فِيهَا أَيْضًا، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {آمَنْتُمْ} مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ {أَنْ أَسْرِ} فَى هُودٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {حَاذِرُونَ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْحَاءِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى عَنْهُ الدَّاجُونِيُّ، وَكَذَلِكَ رَوَى عَنْهُ الْحُلْوَانِيُّ بِحَذْفِ الْأَلِفِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ {عُيُونٍ} كِلَاهُمَا فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ {الْبُيُوتَ}، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَأَتْبَاعُكَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ مُخَفَّفَةً وَضَمِّ الْعَيْنِ وَأَلِفٍ قَبْلَهَا عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ مَفْتُوحَةً وَفَتْحِ الْعَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَتَقَدَّمَ {جَبَّارِينَ} فِي الإِمَالَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْخَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْخَاءِ وَاللَّامِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَارِهِينَ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ عَامِرٍ بِأَلِفٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} هُنَا، وَفِي ص فَقَرَأَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ، بِلَامٍ مَفْتُوحَةٍ مِنْ غَيْرِ أَلِفِ وَصْلٍ قَبْلَهَا، وَلَا هَمْزَةٍ بَعْدَهَا، وَبِفَتْحِ تَاءِ التَّأْنِيثِ فِي الْوَصْلِ مِثْلَ حَيْوَةَ وَطَلْحَةَ، وَكَذَلِكَ رُسِمَا فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفِ الْوَصْلِ مَعَ إِسْكَانِ اللَّامِ، وَهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَهَا وَخَفْضِ تَاءِ التَّأْنِيثِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَحَمْزَةُ فِي الْوَقْفِ عَلَى أَصْلِهِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى حَرْفَيِ الْحِجْرِ وَقَافَ أَنَّهُمَا بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ لِإِجْمَاعِ الْمَصَاحِفِ عَلَى ذَلِكَ. وَوَرْشٌ، وَمَنْ وَافَقَهُ فِي النَّقْلِ عَلَى أَصْلِهِمْ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {بِالْقِسْطَاسِ} فِي الإِسْرَاءِ، وَكَذَا {كِسَفًا} لِحَفْصٍ فِيهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ، وَنَصْبِ الرُّوحَ وَ الْأَمِينَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَرَفْعِهِمَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ تَكُنْ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ {آيَةٌ} بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّذْكِيرِ وَالنَّصْبِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ فَتَوَكَّلْ بِالْفَاءِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَتَقَدَّمَ عَلَى مَنْ تَّنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَّنَزَّلُ لِلْبَزِّيِّ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {يَتَّبِعُهُمُ} لِنَافِعٍ فِي الْأَعْرَافِ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ يَاءً {إِنِّي أَخَافُ} مَوْضِعَانِ {رَبِّي أَعْلَمُ} فَتَحَ الثَّلَاثَةَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ {عَدُوٌّ لِي إِلَّا}، {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ} فَتَحَهُمَا أَبُو عَمْرٍو وَالْمَدَنِيَّانِ {إِنَّ مَعِيَ} فَتَحَهَا حَفْصٌ {وَمَنْ مَعِيَ} فَتَحَهَا حَفْصٌ وَوَرْشٌ {أَجْرِيَ إِلَّا} فِي الخَمْسَةِ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ. وَمِنَ الزَّوَائِدِ سِتَّ عَشْرَةَ {أَنْ يُكَذِّبُونِ}، {أَنْ يَقْتُلُونِ}، {سَيَهْدِينِ}، {فَهُوَ يَهْدِينِ}، {وَيَسْقِينِ}، {فَهُوَ يَشْفِينِ}، {ثُمَّ يُحْيِينِ}، {كَذَّبُونِ}، {وَأَطِيعُونِ} فِي ثَمَانِيَةِ مَوَاضِعَ، أَثْبَتَ الْيَاءَ فِي جَمِيعِهَا يَعْقُوبُ فِي الْحَالَيْنِ.
تَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الطَّاءِ مِنْ بَابِهَا، وَفِي السَّكْتِ عَلَى الْحَرْفَيْنِ مِنْ بَابِهِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {بِشِهَابٍ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ بِالتَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ الرَّسْمِ، وَتَقَدَّمَ {يَحْطِمَنَّكُمْ} لِرُوَيْسٍ فِي آلِ عِمْرَانَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِنُونَيْنِ، الْأُولَى مُشَدَّدَةٌ، وَالثَّانِيَةُ مَكْسُورَةٌ مُخَفَّفَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ مَكْسُورَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {فَمَكَثَ} فَقَرَأَ عَاصِمٌ، وَرَوْحٌ بِفَتْحِ الْكَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {مِنْ سَبَأٍ} هُنَا وَ{لِسَبَأٍ} فِي سُورَةِ سَبَأٍ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْبَزِّيُّ، بِفَتْحِ الْهَمْزِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِيهِمَا، وَرَوَى قُنْبُلٌ بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْخَفْضِ وَالتَّنْوِينِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَلَّا يَسْجُدُوا} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْكِسَائِيُّ، وَرُوَيْسٌ بِتَخْفِيفِ اللَّامِ وَوَقَفُوا فِي الِابْتِدَاءِ أَلَا يَا وَابْتَدَءُوا {اسْجُدُوا} بِهَمْزَةٍ مَضْمُومَةٍ عَلَى الْأَمْرِ، عَلَى مَعْنَى: أَلَا يَا هَؤُلَاءِ، أَوْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْجُدُوا، فَحُذِفَتْ هَمْزَةُ الْوَصْلِ بَعْدَ يَا وَقَبْلَ السِّينِ مِنَ الْخَطِّ عَلَى مُرَادِ الْوَصْلِ دُونَ الْفَصْلِ. قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي كِتَابِهِ الْوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ: كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِ يَبْنَؤُمَّ فِي طه عَلَى مُرَادِ ذَلِكَ. قُلْتُ: أَمَّا {يَا ابْنَ أُمَّ}، فَقَدْ قَدَّمْتُ فِي بَابِ وَقْفِ حَمْزَةَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فِي الْمَصَاحِفِ الشَّامِيَّةِ مِنَ الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ وَرَأَيْتُهُ فِي الْمُصْحَفِ الَّذِي يُذْكَرُ أَنَّهُ الْإِمَامُ مِنَ الْفَاضِلِيَّةِ بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَفِي الْمُصْحَفِ الْمَدَنِيِّ بِإِثْبَاتِ إِحْدَى الْأَلِفَيْنِ، وَلَعَلَّ الدَّانِيَّ رَآهُ فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ مَحْذُوفَ الْأَلِفَيْنِ فَنَقَلَهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ وَ{يَسْجُدُوا} عِنْدَهُمْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِثْلَ {أَلَّا تَعُولُوا} فَلَا يَجُوزُ الْقَطْعُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُخْفُونَ}، وَ{يُعْلِنُونَ} فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ، وَتَقَدَّمَ {فَأَلْقِهِ} فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ {أَتُمِدُّونَنِي} لِيَعْقُوبَ وَحَمْزَةَ فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، وَكَذَا حُكْمُ يَائِهِ فِي الزَّوَائِدِ، وَسَيَأْتِي آخِرَ السُّورَةِ أَيْضًا، وَتَقَدَّمَ {آتَانِ}، وَ{آتِيكَ}، وَ{كَافِرِينَ} فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ {رَآهُ مُسْتَقِرًّا}، وَ{رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ} لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {سَاقَيْهَا}، وَ{بِالسُّوقِ} فِي ص وَ{عَلَى سُوقِهِ} فِي الفَتْحِ، فَرَوَى قُنْبُلٌ هَمْزَ الْأَلِفِ وَالْوَاوِ فِيهِنَّ، فَقِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ عَلَى لُغَةِ مَنْ هَمَزَ الْأَلِفَ وَالْوَاوَ، وَهِيَ لُغَةُ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ حَيْثُ أَنْشَدَ: أَحَبُّ الْمُؤْقِدِينَ إِلَيَّ مُؤْسَى *** وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ: بَلْ هَمْزُهَا لُغَةٌ فِيهَا. قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-. وَزَادَ أَبُو الْقَاسِمِ الشَّاطِبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ قُنْبُلٍ وَاوًا بَعْدَ هَمْزَةٍ مَضْمُومَةٍ فِي حَرْفَيْ ص وَالْفَتْحِ، فَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ الشَّاطِبِيُّ فِيهِمَا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلْ نَصَّ الْهُذَلِيُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ فِيهِمَا طَرِيقُ بَكَّارٍ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ وَأَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيِّ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ مُحَيْصِنٍ مِنْ رِوَايَةِ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْهُ، وَقَدْ أَجْمَعَ الرُّوَاةُ عَنْ بَكَّارٍ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَلَى ذَلِكَ فِي {بِالسُّؤْقِ وَالْأَعْنَاقِ} فَقَطْ، وَلَمْ يَحْكِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ فِي ذَلِكَ خِلَافًا عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ نَصًّا عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ كَثِيرٍ يَقْرَأُ بِالسُّؤُوقِ وَالْأَعْنَاقِ بِوَاوٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: وَرِوَايَةُ أَبِي عَمْرٍو هَذِهِ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ هِيَ الصَّوَابُ لِأَنَّ الْوَاوَ انْضَمَّتْ فَهُمِزَتْ لِانْضِمَامِهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ الْأَحْرُفَ الثَّلَاثَةَ بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ}، {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ فِي الْفِعْلَيْنِ وَضَمِّ التَّاءِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْأَوَّلِ وَضَمِّ اللَّامِ الثَّانِيَةِ مِنَ الثَّانِي، قَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَفَتْحِ التَّاءِ وَاللَّامِ، وَتَقَدَّمَ {مَهْلِكَ أَهْلِهِ} فِي الكَهْفِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ}، وَ{أَنَّ النَّاسَ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مِنْهُمَا، وَتَقَدَّمَ {قَدَّرْنَاهَا} لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْحَجِّ، وَتَقَدَّمَ {آللَّهُ خَيْرٌ} الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَمْ مَا يُشْرِكُونَ} فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَعَاصِمٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ {ذَاتَ بَهْجَةٍ} فِي الوَقْفِ عَلَى الرَّسْمِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَهِشَامٌ وَرَوْحٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الذَّالِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْأَنْعَامِ، وَتَقَدَّمَ {الرِّيحُ} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {بُشْرًا} فِي الأَعْرَافِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {بَلِ ادَّارَكَ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً، وَإِسْكَانِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مَفْتُوحَةً وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَتَقَدَّمَ الِاخْتِلَافُ فِي {أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا}، وَ{أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ فِي {ضَيْقٍ} لَابْنِ كَثِيرٍ فِي النَّحْلِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ هُنَا، وَفِي الرُّومِ بِالْيَاءِ وَفَتْحِهَا وَفَتْحِ الْمِيمِ، الصُّمُّ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الْمِيمِ، وَنَصْبِ {الصُّمَّ}. وَاخْتَلَفُوا فِي: {بِهَادِ الْعُمْيِ} هُنَا، وَفِي الرُّومِ فَقَرَأَهُمَا حَمْزَةُ {تَهْدِي} بِالتَّاءِ وَفَتْحِهَا، وَإِسْكَانِ الْهَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، {الْعُمْيَ} بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالْبَاءِ وَكَسْرِهَا وَبِفَتْحِ الْهَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا الْعُمْيِ بِالْخَفْضِ فِي الْحَرْفَيْنِ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْوَقْفِ عَلَيْهِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ التَّاءِ وَقَصْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ وَضَمِّ التَّاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {بِمَا يَفْعَلُونَ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالْغَيْبِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ وَأَبِي بَكْرٍ، فَأَمَّا هِشَامٌ، فَرَوَى ابْنُ عَبْدَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ كَذَلِكَ بِالْغَيْبِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَالْحَسَنِ وَالْعَبَّاسِ، وَكِلَاهُمَا عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَكَذَا رَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْبَكْرَاوِيِّ كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامٍ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ وَأَبِي الْحَسَنِ طَاهِرٍ، وَبِهِ قَرَأَ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْوَلِيدِ، وَرَوَى النَّقَّاشُ وَابْنُ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ بِالْخِطَابِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى شَيْخِهِ الْفَارِسِيِّ، وَرَوَاهُ لَهُ أَيْضًا الْحُلْوَانِيُّ، وَكَذَا رَوَاهُ النَّقَّاشُ عَنْ أَصْحَابِهِ، وَكَذَا رَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ، وَأَمَّا ابْنُ ذَكْوَانَ، فَرَوَى الصُّورِيُّ عَنْهُ بِالْغَيْبِ، وَكَذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ عَنِ النَّهْرَوَانِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَكَذَا رَوَى أَبُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِبَةُ اللَّهِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَكَذَا رَوَى سَلَامَةُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْهُ، وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَكَذَا التَّغْلِبِيُّ عَنْهُ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ جَمِيعًا بِالْخِطَابِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ سِبْطُ الْخَيَّاطِ سِوَاهُ، وَكَذَا رَوَى الْوَلِيدَانِ- الْوَلِيدُ بْنُ مُعَلِّمٍ. وَالْوَلِيدُ بْنُ حَسَّانَ -، وَابْنُ بَكَّارٍ عَنِ ابْنِ عَمَّارٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ بِالْغَيْبِ. وَهِيَ رِوَايَةُ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ وَالْبُرْجُمِيِّ وَعُبَيْدِ بْنِ نُعَيْمٍ وَالْأَعْشَى مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ التَّيْمِيِّ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ بِالْخِطَابِ، وَهِيَ رِوَايَةُ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ وَابْنِ أَبِي حَمَّادٍ وَيَحْيَى الْجُعْفِيِّ وَالْكِسَائِيِّ، وَهَارُونَ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَكَذَلِكَ رَوَى التَّيْمِيُّ عَنِ الْأَعْشَى، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِتَنْوِينِ فَزَعٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ مِيمِ {يَوْمَئِذٍ}، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَتَقَدَّمَ {عَمَّا يَعْمَلُونَ} فِي الأَنْعَامِ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ خَمْسُ يَاءَاتٍ {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو {أَوْزِعْنِي أَنْ} فَتَحَهَا الْبَزِّيُّ وَالْأَزْرَقُ عَنْ وَرْشٍ، {مَا لِيَ لَا أَرَى} فَتَحَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ وَهِشَامٍ، {إِنِّي أُلْقِيَ}، {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ} فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ. وَمِنَ الزَّوَائِدِ ثَلَاثٌ {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ،، إِلَّا أَنَّهُمَا يُدْغِمَانِ النُّونَ كَمَا تَقَدَّمَ، {آتَانِ اللَّهُ} أَثْبَتَهَا مَفْتُوحَةً وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ وَرُوَيْسٌ، وَوَقَفَ عَلَيْهَا بِالْيَاءِ يَعْقُوبُ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَقُنْبُلٍ وَحَفْصٍ، {حَتَّى تَشْهَدُونِ} أَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ.
تَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ طا، وَسَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ. وَإِظْهَارُ السِّينِ وَ{أَئِمَّةً} كِلَاهُمَا فِي أَبْوَابِهِ. وَاخْتَلَفُوا قِرَاءَةُ فَرْشِ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ فِي: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ وَفَتْحِهَا، وَإِمَالَةِ فَتْحَةِ الرَّاءِ بَعْدَهَا وَرَفْعِ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْيَاءِ، وَنَصْبِ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَحَزَنًا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ الزَّايِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا، وَتَقَدَّمَ {يَبْطِشَ} لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْأَعْرَافِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ، وَتَقَدَّمَ إِشْمَامُ الصَّادِ لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ وَرُوَيْسٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {يَا أَبَتِ} فِي يُوسُفَ وَالْوَقْفِ، وَفِي {هَاتَيْنِ} لِابْنِ كَثِيرٍ فِي النِّسَاءِ، وَتَقَدَّمَ {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} لِحَمْزَةَ مِنْ هَاءِ الْكِنَايَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {جَذْوَةٍ} فَقَرَأَ عَاصِمٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِضَمِّهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَتَقَدَّمَ {رَآهَا تَهْتَزُّ} لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَإِمَالَتُهَا أَيْضًا فِي الْإِمَالَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {الرَّهْبِ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْهَاءِ، وَرَوَاهُ حَفْصٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْهَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْهَاءِ، وَتَقَدَّمَ {فَذَانِكَ} لِابْنِ كَثِيرٍ وَأَبِي عَمْرٍو وَرُوَيْسٍ فِي النِّسَاءِ، وَتَقَدَّمَ {رِدْءًا} لِأَبِي جَعْفَرٍ وَلِنَافِعٍ فِي بَابِ النَّقْلِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُصَدِّقُنِي} فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِرَفْعِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْجَزْمِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَقَالَ مُوسَى} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِغَيْرِ وَاوٍ قَبْلَ قَالَ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مُصْحَفِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَتَقَدَّمَ {وَمَنْ تَكُونُ لَهُ} لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ فِي الْأَنْعَامِ، وَتَقَدَّمَ {لَا يَرْجِعُونَ} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {أَئِمَّةً} فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {قَالُوا سِحْرَانِ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ {سِحْرَانِ} بِكَسْرِ السِّينِ، وَإِسْكَانِ الْحَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ قَبْلَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ السِّينِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا وَكَسْرِ الْحَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يُجْبَى} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَرُوَيْسٌ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَتَقَدَّمَ فِي {أُمِّهَا} لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ فِي النِّسَاءِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، فَرَوَى الدُّورِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِالْغَيْبِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ السُّوسِيِّ عَنْهُ، فَالَّذِي قَطَعَ لَهُ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَصْحَابِ الْكُتُبِ- الْغَيْبُ، كَذَلِكَ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ، وَشَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَمَكِّيٍّ، وَغَيْرِهِمْ، وَقَطَعَ لَهُ آخَرُونَ بِالْخِطَابِ كَالْأُسْتَاذِ أَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ وَالْحَافِظِ أَبِي الْعَلَاءِ، وَقَطَعَ جَمَاعَةٌ لَهُ وَلِلدُّورِيِّ، وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِالتَّخْيِيرِ بَيْنَ الْغَيْبِ وَالْخِطَابِ عَلَى السَّوَاءِ كَأَبِي الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيِّ وَأَبِي الْقَاسِمِ الْهُذَلِيِّ. قُلْتُ: وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ، وَغَيْرِهِمَا إِلَّا أَنَّ الْأَشْهَرَ عَنْهُ بِالْغَيْبِ، وَبِهِمَا آخُذُ فِي رِوَايَةِ السُّوسِيِّ لِثُبُوتِ ذَلِكَ عِنْدِي عَنْهُ نَصًّا وَأَدَاءً، وَبِالْخِطَابِ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ {ثُمَّ هُوَ} فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {أَرَأَيْتُمْ}، {وَضِيَاءً} مِنَ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ {وَيْكَأَنَّ}، وَ{وَيْكَأَنَّهُ} فِيهِ أَيْضًا، وَفِي الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَخَسَفَ بِنَا} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَالسِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْخَاءِ وَكَسْرِ السِّينِ، وَتَقَدَّمَ {تُرْجَعُونَ} لِيَعْقُوبَ فِي الْبَقَرَةِ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ يَاءً {رَبِّي أَنْ}، {إِنِّي آنَسْتُ}، {إِنِّي أَنَا اللَّهُ}، {إِنِّي أَخَافُ}، {رَبِّي أَعْلَمُ} مَوْضِعَانِ، فَتَحَ السِّتَّ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو لِعَلِيٍّ مَوْضِعَانِ أَسْكَنَهَا فِيهِمَا يَعْقُوبُ، وَالْكُوفِيُّونَ، {إِنِّي أُرِيدُ}، {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ {مَعِيَ رِدْءًا} فَتَحَهَا حَفْصٌ، {عِنْدِي}، {أَوَلَمْ} يَفْتَحُهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَاخْتَلَفَ ابْنُ كَثِيرٍ كَمَا تَقَدَّمَ. وَمِنَ الزَّوَائِدِ ثِنْتَانِ {أَنْ يَقْتُلُونِ} أَثْبَتَ الْيَاءَ فِيهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ {أَنْ يُكَذِّبُونِ} أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ وَرْشٌ، وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ.
تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى حُرُوفِ {الم} وَنَقْلُ وَرْشٍ، قِرَاءَةُ فَرْشٍ فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ وَمَنْ وَافَقَهُ عَلَى الْمِيمِ، وَالسَّكْتُ عَلَيْهَا فِي بَابِهِ، وَ{خَطَايَا} فِي الإِمَالَةِ وَ{يَرْجِعُونَ} لِيَعْقُوبَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ كَذَلِكَ، وَكَذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَرَوَى عَنْهُ الْعُلَيْمِيُّ بِالْغَيْبِ، وَكَذَا رَوَى الْأَعْشَى عَنْهُ وَالْبُرْجُمِيُّ وَالْكِسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {النَّشْأَةَ} هُنَا وَالنَّجْمِ وَالْوَاقِعَةِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو فِي الثَّلَاثَةِ بِأَلِفٍ بَعْدَ الشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الشِّينِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهَا، وَهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَى أَصْلِهِمْ، وَحَمْزَةُ إِذَا وَقَفَ نَقَلَ كَمَا تَقَدَّمَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَرُوَيْسٌ بِرَفْعِ {مَوَدَّةُ} مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ وَخَفْضِ {بَيْنِكُمْ}، وَكَذَا قَرَأَ حَمْزَةُ وَحَفْصٌ وَرَوْحٌ إِلَّا أَنَّهُمْ نَصَبُوا {مَوَدَّةَ}، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا مُنَوَّنَةً، وَنَصْبِ بَيْنَكُمْ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ} مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي {لَنُنَجِّيَنَّهُ} وَ{إِنَّا مُنَجُّوكَ} فِي الأَنْعَامِ، وَتَقَدَّمَ إِشْمَامُ {سِيءَ} فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {إِنَّا مُنْزِلُونَ} فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا، وَتَقَدَّمَ {وَثَمُودَ وَقَدْ} فِي هُودٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ} فَقَرَأَ عَاصِمٌ، وَالْبَصْرِيَّانِ {يَدْعُونَ} بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَانْفَرَدَ بِهِ فِي التَّذْكِرَةِ لِيَعْقُوبَ، وَهُوَ غَرِيبٌ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ آيَةٌ بِالتَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْجَمْعِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَيَقُولُ ذُوقُوا} فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَالْكُوفِيُّونَ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {يَرْجِعُونَ}، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَيَعْقُوبُ عَلَى أَصْلِهِ فِي فَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ سَاكِنَةً بَعْدَ النُّونِ وَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ يَاءً مِنَ الثَّوَاءِ، وَهُوَ الْإِقَامَةُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْهَمْزِ مِنَ التَّبَوُّءِ وَهُوَ الْمَنْزِلُ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ هَمْزَتِهِ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَاتَّفَقُوا عَلَى الَّذِي فِي سُورَةِ النَّحْلِ أَنَّهُ كَذَا، إِذِ الْمَعْنَى: لَنُسْكِنَنَّهُمْ مَسْكَنًا صَالِحًا، وَهُوَ الْمَدِينَةُ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي {وَكَأَيِّنْ} مِنْ آلِ عِمْرَانَ وَالْهَمْزِ الْمُفْرَدِ وَبَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، وَأَنَّ أَبَا الْعَطَّارِ انْفَرَدَ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ كَأَبِي جَعْفَرٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلِيَتَمَتَّعُوا} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَقَالُونُ بِإِسْكَانِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَتَقَدَّمَ {سُبُلَنَا} لِأَبِي عَمْرٍو فِي الْبَقَرَةِ. وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ ثَلَاثُ يَاءَاتٍ {رَبِّي إِنَّهُ} فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَ{عِبَادِي الَّذِينَ} فَتَحَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَالْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ {أَرْضِي وَاسِعَةٌ} فَتَحَهَا ابْنُ عَامِرٍ. وَمِنَ الزَّوَائِدِ يَاءٌ وَاحِدَةٌ {فَاعْبُدُونِ} أَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ.
تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي السَّكْتِ عَلَى الْحُرُوفِ. وَاخْتَلَفُوا قِرَاءَةُ فَرْشٍ فَى سُورَةِ الرُّومِ فِي: {عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ. وَيَعْقُوبُ عَلَى أَصْلِهِ، وَتَقَدَّمَ {الْمَيِّتِ} فِي المَوْضِعَيْنِ عِنْدَ {الْمَيْتَةَ} فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} فِي الأَعْرَافِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لِلْعَالَمِينَ}، فَرَوَى حَفْصٌ بِكَسْرِ اللَّامِ، وَتَقَدَّمَ {آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} لِابْنِ كَثِيرٍ فِي الْبَقَرَةِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لِيَرْبُوَ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْوَاوِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَفَتْحِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ. وَاتَّفَقُوا عَلَى: مَدِّ: {مَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ} مِنْ أَجْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ}، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {عَمَّا يُشْرِكُونَ} فِي يُونُسَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لِيُذِيقَهُمْ}، فَرَوَى رَوْحٌ بِالنُّونِ وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنْهُ فَانْفَرَدَ بِذَلِكَ عَنْهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ حَمْدُونَ بْنِ الصَّقْرِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَرَوَى الشَّطَوِيُّ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنْهُ بِالْيَاءِ، وَكَذَا رَوَاهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ، وَعَنْ قُنْبُلٍ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَتَقَدَّمَ {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {كِسَفًا} فِي الإِسْرَاءِ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ وَخِلَافُ هِشَامٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو بَكْرٍ أَثَرِ بِقَصْرِ الْهَمْزَةِ وَحَذْفِ الْأَلِفِ بَعْدَ الثَّاءِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الثَّاءِ عَلَى الْجَمْعِ، وَهُمْ فِي الْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ عَلَى أُصُولِهِمْ، وَتَقَدَّمَ {وَلَا يُسْمِعُ الصُّمَّ} لِابْنِ كَثِيرٍ فِي النَّمْلِ، وَتَقَدَّمَ {تَهْدِي الْعُمْيَ} فِي النَّمْلِ لِحَمْزَةَ، وَتَقَدَّمَ الْوَقْفُ عَلَيْهِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الرَّسْمِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {مِنْ ضَعْفٍ}، وَ{مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ}، وَ{ضِعْفًا} فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِفَتْحِ الضَّادِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ حَفْصٍ فَرَوَى عَنْهُ عُبَيْدٌ وَعَمْرٌو أَنَّهُ اخْتَارَ فِيهَا الضَّمَّ خِلَافًا لِعَاصِمٍ لِلْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا، وَرُوِّينَا عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا خَالَفْتُ عَاصِمًا فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَرْفِ، وَقَدْ صَحَّ عَنْهُ الْفَتْحُ وَالضَّمُّ جَمِيعًا، فَرَوَى عَنْهُ عُبَيْدٌ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَالْفِيلُ عَنْ عَمْرٍو عَنْهُ الْفَتْحَ رِوَايَةً وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَالْقَوَّاسُ وَزَرْعَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْهُ الضَّمَّ اخْتِيَارًا. قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو: وَاخْتِيَارِي فِي رِوَايَةِ حَفْصٍ مِنْ طَرِيقِ عَمْرٍو وَعُبَيْدٍ الْأَخْذُ بِالْوَجْهَيْنِ الْفَتْحِ وَالضَّمِّ، فَأُتَابِعُ بِذَلِكَ عَاصِمًا عَلَى قِرَاءَتِهِ وَأُوَافِقُ بِهِ حَفْصًا عَلَى اخْتِيَارِهِ. قُلْتُ: وَبِالْوَجْهَيْنِ قَرَأْتُ لَهُ، وَبِهِمَا آخُذُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الضَّادِ فِيهَا، وَأَمَّا الْحَدِيثُ فَأَخْبَرَنِي بِهِ الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ الرُّحْلَةُ وَأَبُو عَمْرٍو وَمُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْإِمَامُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُذْهِبِ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ فُضَيْلٍ وَيَزِيدَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا}، ثُمَّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأْتَ عَلَيَّ فَأَخَذَ عَلَيَّ كَمَا أَخَذْتُ عَلَيْكَ. حَدِيثٌ عَالٍ جِدًّا، كَأَنَّا مِنْ حَيْثُ الْعَدَدُ سَمِعْنَاهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَافِظِ أَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِنَحْوِهِ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، وَبِهِ هُوَ أَصَحُّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَا يَنْفَعُ} فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَتَقَدَّمَ {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ} لِرُوَيْسٍ فِي آلِ عِمْرَانَ.
تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ. وَاخْتَلَفُوا قِرَاءَةُ فَرْشٍ فَى سُورَةِ لُقْمَانَ فِي: {هُدًى وَرَحْمَةً} فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ، وَتَقَدَّمَ {لِيُضِلَّ} فِي إِبْرَاهِيمَ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَيَتَّخِذَهَا} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ، وَتَقَدَّمَ {هُزُوًا} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {كَأَنْ لَمْ يَكُنْ}، وَ{كَأَنْ} لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ {أُذُنَيْهِ} لِنَافِعٍ وَ{أَنِ اشْكُرْ} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ} لِابْنِ كَثِيرٍ فِي هُودٍ، وَتَقَدَّمَ {يَابَنِيَّ} فِي الثَّلَاثَةِ لِحَفْصٍ فِي هُودِ، وَكَذَا تَقَدَّمَ مُوَافَقَةُ الْبَزِّيِّ لَهُ فِي {يَا بُنَيَّ أَقِمِ}، وَإِسْكَانُ قُنْبُلٍ فِي هُودٍ أَيْضًا، وَتَقَدَّمَ {مِثْقَالُ} فِي الأَنْبِيَاءِ لِلْمَدَنِيَّيْنِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ} فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا وَأَلِفٍ قَبْلَهَا. وَاخْتَلَفُوا فِي: {عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَهَاءٍ مَضْمُومَةٍ عَلَى التَّذْكِيرِ وَالْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ وَتَاءٍ مُنَوَّنَةٍ عَلَى التَّأْنِيثِ وَالتَّوْحِيدِ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ} فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ، وَتَقَدَّمَ {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} فِي الحَجِّ، وَتَقَدَّمَ {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} فِي البَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ {بِآيِ {لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ.
تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ. وَاخْتَلَفُوا قِرَاءَةُ فَرْشٍ فَى سُورَةِ السَّجْدَةِ فِي: {خَلَقَهُ} فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَالْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِهَا، وَتَقَدَّمَ {أَئِذَا}، وَ{أَئِنَّا} فِي الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَتَقَدَّمَ {لَأَمْلَأَنَّ} فِي الهَمْزِ الْمُفْرَدِ لِلْأَصْبَهَانِيِّ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {مَا أُخْفِيَ} فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ بِإِسْكَانِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَتَقَدَّمَ {الْمَأْوَى} فِي الهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ {أَئِمَّةً} فِي الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي: {لَمَّا صَبَرُوا} فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَرُوَيْسٌ بِكَسْرِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ.
|