الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأخبار ***
للأطباء في لحم الماعز والضأن قالت الأطباء: لحم الماعز يورث الهمّ، ويحرك السوداء، ويرث النسيان، ويخبل الأولاد ويفسد الدم؛ وهو ضارٌّ لمن سكن البلاد الباردة. وأحمد اللحمان ما خصي من لمعز. والضأن نافع من المرّة السوداء إلا أن الممروري الذين يصرعون إذا أكلوا لحم الضان اشتد بهم ذلك حتى يصرعوا في غير أوا الصرع. وأوان الصرع الأهلّة وأنصاف الشهور. في اللحم قال الشاعر: كأن القوم عشّوا لحم ضـأنٍ *** فهم نعجون قد مالت طلاهم قالوا: واللحم أقلّ الطعام نجوًا. ولحم الدجاج الهوم شرّ اللحمان وأغلظها. في البيض، وحب الرمان والبيض إن سلق بالخلّ ثم أكل بالسماق وحبّ الرمان المفلّق والملح والمرّي عقل الطبيعة. منافع الزبد والمخ والدماغ والزبد إن طلي على منابت أسنان الطفل كان معينًا على نباتها وطلوعها، والمخ والدماغ يفعلان ذلك. للنبي ) في الكمأة والعجوة الكمأة والفطر - عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم يذكرون الكمأة وبعضهم يقول جدري الأرض، فقال: "الكمأة من المنّ وماؤها شفاءٌ للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السقم"للأصمعي في الجراد والفطر ولحوم والإبل الأصمعي عن بعض مشايخه قال: ثلاثة أشياء ربّما صرعت أهل البيت عن آخرهم الجراد، ولحوم الإبل، والفطر. أردأ الفطر وتقول الأطباء: إن أردأ الفطر ما نبت تحت ظلال الشجر، وأردأه كلّه ما كان في ظلّ شجر الزيتون فإنه قتال. قالوا: والكمثّرى إذا طبخ مع الفطر أذهب ضرره. قالوا: والفطر يورث الذبحة. لأعرابي أكل فطرًا فأصيب بذبحة قدم أعرابي المصر فأكل فطرًا، فأصابته ذبحة، فقيل له: إن الطبيب بعث أن يحلب في فيك. فقال: مازلت أسمع باللئيم الراضع ولا والله لا أكونه. قالوا: فتموت إذًا. قال: وإن متّ. ترياق الفطر وتقول الأطباء: إن أكل آكلٌ الفطر فأضرّ به، سقي الكرنب المعصور وسقي من خرء الدجاج وزن درهمين مع خل وعسلٍ مطبوخ وقيء به. مضار الكمأة قالوا: والكمأة تورث وجع القولنج والسكتة والفالج ووجع المعدة. قالوا: والذباب لا يقرب قدرًا فيه كمأة. ومن أراد اتخاذ الكمأة اليابسة جعلها في الطين الحرّ يومًا وليلةً ثم غسلها واستعملها. أعرابي يبيع الكمء بلغني عن فتىً من أهل الكتاب أنه قال: كنا في طريق مكة بالخزيمية، فأتانا أعرابيٌّ بكمأةٍ في كساءٍ قدر ما أطاق، فقلنا: بكم الكمأة؟ قال: بدرهمين. فاشتريناها منه ودفعنا الثمن إليه، فلما نهض قال له بعضنا: "في است المغبو عودٌ". قال: بل عودان؛ وضرب الأرض برجله، فإذا نحن على الكمأة. قال بعض الشعراء: جنيتها تملأ كفّ الجـانـي *** سوداء مما قد سقى السواني كأنها مدهونةٌ بـالـبـان *** وهذه صفة أجود الكماة وأقلّها أذىً. نصر بن سيّر والبصل دخل داخلٌ على نصر بن سيّار وحوله بنون له صغارٌ، فقال: هل تدرون ما ولدي هؤلاء؟ هؤلاء بنو البصل؛ وكان يأكله نيئًا ومطبوخًا. منافع البصل والأطبّاء تقول في البصل: إنه يشهّي إلى الطعام إن أكل مشويًّا أو نيئًا، ويشهّي إلى الجماع. وإن دقّ وشم وعطّس وشهّى الطعام. وإن اكتحل بمائه مع العسل جلا البصر. وإن وضع مع الملح والسّذاب على عضّة الكلب الذي ليس بكلبٍ نفع. والإكثار منه يفسد العقل.
والمسلوق منه يدر البول والدمعة. العصافير إن أكلت بالزّنجبيل والبصل هيجت شهوة الجماع وأكثرت المنيّ. بين سليمان النبي ورجل عن طارق بن شهاب قال: بعث سليمان النبيّ عليه السلام بعض عفاريته وبعث معه رجلًا وقال: ردّه إليّ وانظر إلى صنيعه. فمرّ على أهل بيت يبكون فضحك، ودخل إلى السوق ونظر إلى الناس فرفع رأسه إلى السماء وهزّه، ونظر إلى الثّوم وهو يكال"كيلًا"والفلفل"وهو"يوزن وزنًا، فضحك. فلما ردّه إلى سليمان عليه السلام وأخبره بما جرى منه، قال: لم ضحكت من أهل البيت؟ ولم هززت رأسك حين نظرت إلى السوق؟ ولم ضحكت من الثّوم والفلفل؟ قال: أمّا أهل البيت فإنّ اللّه أدخل ميّتهم الجنّة وهم يبكون عليه؛ ونظرت إلى الناس في السّوق والملائكة من فوق رؤوسهم والناس يملون والملائكة سراعا يكتبون، فهززت رأسي؛ ونظرت إلى الثوم وهو شفاءٌ يكال كيلًا، وإلى الفلفل وهو داءٌ يوزن وزنًا. وعن وهبٍ: أن سليمان عليه السلام قل: مم كنت تضحك؟ قال: "إني مررت برجلٍ يشتري خفّين ويقول لصاحبها: شرطي عليك أنّ ألبسها عشر سنين لا يتخرّقان؛ فعجبت كيف شرط أمله ونسي أجله. ومررت بعجوز دهرية تتكهّن وتخبر الناس بما لا يعلمون والذيّ سخرّ لك الريح وأذلّ لك الجنّ وعبدّ لك الشياطين إنّي لأعلم في بيتها تحت فراشها مطمورة فيها قناطير من ذهب وفضّةٍ وهي لا تدري ما تحتها، وقد ماتت هزلًا وجوعًا وحاجةً. ومررت بإخرى دهريةٍ تطّبب وكان بها مرّةً داءٌ، فأكلت البصل فصادفت منه برءًا، فظّنت أنه حسم داءها وشفاها، فهي تصفه للناس من كل داء؛ وقد كانت في ظهرها ريحٌ حبست منذ زمانٍ فأكلت الثّوم أحدًا وعشرين يومًا فشفيت منه؛ فعجبت لها كيف تدع أن تصفه ومررت برجلٍ على شاطىء نهر يستقي منه في قلةٌ له ومعه بغلة، فلما سقى البغلة ملأ القّلة بأذن القلةّ وذهب لبعض حاجته فنفرت البغلة وكسرت القلة؛ فجعل يلعن الشيطان وبرّأ عقله ونسي فعله. ومررت بقومٍ يذكرون اللّه فاجتهدوا ونصبوا وابتهلوا، فلما أظلّت الرحمة ملّ رجل منهم فقام، وجاء آخر لم ينصب معهم فجلس مجلسه، فنزلت لرحمة فدخل فيها معها وحرمها الأوّل؛ فعجبت من سعادة هذ وشقوة هذ. منافع الثوم وتقول الأطبّاء: إنّ الثّوم إذا شوي بالنار ووضع على الضّرس المأكول ودلكت به الأسنان لتي يعرض فيه لوجع من الرطوبة ولريح، أذهب ما فيها بإذن اللهّ من الوجع. قال: وهو ينفع من العطش الحدث من البلغم، ويقوم مقام التّرياق في لسع الهوامّ، والأمراض الباردة. للروم في الثوم وتقول الروم في الثّوم: إنه دواء لمن صابه وجع السّقي في بطنه. وإن أكله من ظهر"فيه"حرّةٌ من شرىً أو غيره أبرأه. وإن دقّ الثّوم يابسًا فأغلي بسمن ولبن ثم جعله من يشتكي ضرسه في فيه سخنًا فأمسكه ساعة، ذهب وجع ضرسه؛ وهو نافع لمن اجتوى. قالت الأطباء: الكرّاث النّبطيّ إذا أدمن كانت فيه أحلامٌ رديئة، وولّد بخارًا في الرأس رديئًا. وإن صبّ في مائه خلٌ ودقاق كندر واستعط به سكّن الصّداع. وإن سلق أو طحن وأكل أو ضمّد به البواسير العارضة من الرطوبة نفع فيها. وماء الكراث إذا خلط بمثله من ألبان النساء ودهن الورد والكندر وكحّل به عين من أصابته غشاوة في عينه فلم يبصر ليلًا نفعه. وأكل البصل نافعٌ لذلك أيضًا. قالوا: الكرنب معينٌ على الأكثار من النبيذ إذا أكل وهو مدرٌ للبول. للروم في منافع الكرنب وقالت الروم: بين الكرنب والكرم عداوةٌ؛ ولا يكاد يصلح الكرم والكرنب إذا تجاوزا. قالت الأطباء: إن احتملت"المرأة"بزر الكرنب بعد الحيض أسهل المنيّ وأفسد ولم يكن معه حمل، وشرب مائه مع الشّيح الأرمنيّ غير المطبوخ أو ماء الترمس المنقع مخرجٌ لحبّ القرع نت البطن والقسط أيضًا خاصةً بزره يفسد المنيّ إذ احتملته المرأة بعد طهرها ومقدار ما يحتمل وزن درهمين. أيضًا من منافع الكرنب وتقول الروم: الكرنب إن طبخ وخلط ماؤه بالحندقوق وسقي المرأة التي تأخر حيضها حاضت لحينها. قالوا: وإذا خلط ماء الكرنب بالبنج كان نافعًا للسّعال وصفة حنين الطبيب لعلة في الحلق قال أبو محمد: شكوت إلى حنينٍ الطبيب علةً كنت أجدها في حلقي لا أكاد أبتلع معها ريقي؛ فقال: هي بينةّ في عينك. فتغرغر بعقيد العنب مع خميرٍ ثلاثة أيام في كل يوم ثلاث مرات؛ ففعلت ذلك يومًا واحدًا فذهب. لعلاج البرص والجرب قالوا: وإذا دقّ الكرنب وخلط به شيء من زاج الأساكفة وشيء من خلّ فأوجف ذلك بالخطمي ثم طلي به برص أو جربٌ نفع بإذن اللّه تعالى. منافع الفجل تقول الأطباء في الفجل: إنه مهيجّ للجماع زائد في المني، وبزره نافعٌ من السموم قالوا: والفّجل هاضمٌ للطعام فإن أكل بزره بعسل كان دواء من السّعال والفواق وإذا شدخت قطعة فجل فطرحت على عقرب ماتت؛ وماؤه وبزره للسموم بمنزلة التّرياق. وإذا طلى أحدٌ يده بمائه ثم قبض على حيّةٍ و غيرها من الهوام لم يضارّ ذلك الموضع قالوا: وإن دقّ بزره مع الكندر وطلي به البهق الأسود في الحّمام أذهبه، وإن شرب ماء ورقه نفع من الأرقان الحادث من الطحال. لأبي الحارث في الباذنجان قالوا: والباذنجان مكلف للوجه يورث داء السرطان والأورام الصّلبة وحدّثني إبي عن أبي الحارث جمّيزٍ أنه سمعه يقول في الباذنجان: لا آكله لون العقرب وشبه المحجمة قيل له: فقد رأيناك تأكله على خوان فلانٍ! قال: كان ميتةً وأنا مضطرّ. قالوا: شمّ الخيار نافع لمن أصابه الغشي من الحرارة. وبزر القثّاء إذا شربه من به حمّى الأسى نفعه. وإن أصابت رضيعًا حمّى فألزقت به خيارتين تمسّان جلده إحداهما عن يمينه والأخرى عن شماله، أقلعت الحمّى عنه. قالوا: والسّلق إن دقّ مع أصله وعصر ماؤه وغسل به الرأس ذهب بالأتربة وأطال الشعر قالوا: والهليون مدرّ للبول، نافع من القولنج. قالوا: إذا شوي القرع بالنار ثم عصر فجعل من مائه في أذن من اشتكى أذنه نفعه، وإن دهنت منابت شعر اللّحية بدهن القرع المرّ، قثاء الحمار مذابًا فيه شيحٌ أرمنيّ أسرع فيها نبات الشّعر الجرجير قالوا: والجرجير زائد في الباه والإنعاظ مدرّللبول. وتذكر الروم أنّ من أكل الجرجير ثم ضرب بالسياط هوّن عليه بعض ذلك الجلد. قالوا: وهو ينفع من ذفر الإبطين إذا أكل على الريق وطلي الإبطان بمائه. وتزعم الروم أنّ ماءه ينفع من عضّة ابن عرسٍ. وقال بعض الأطباء: إن ذرّ بزر الجاجير مدقوقًا في البيض وحشي كان ذلك زائدًا في الباه والإنعاظ زيادة بيّنة. قال أبو حاتم عن القحذمي قال: أكله أعرابيّ فأنعظ شهرًا، فقال الفرزدق يفخر به: ومنا التميميّ الذي قام أيره *** ثلاثين يومًا ثم زادهم عشرا السّذاب قالوا: والسّذاب قاطع لشهوة الجماع. وقالت الروم: إن أكلت امرأة حاملٌ أربعة مثاقيل كلّ يوم بماء سخنٍ أو نبيذ خمسة عشر يومًا أسقطت ولدها. وقال بعض الشعرء: كم نعمةٍ لـلـسّـذاب *** جليلةٍ في الـرّقـاب الناس عنها غـفـولٌ *** إلاّ ذوي الألـبـاب فالحمد للّه شـكـرًا *** لولا مكان السّـذاب لغّيب الأرض نسل ال *** مغنّيات الـقـحـاب البقلة الحمقاء"الرجلة"والهندباء قالوا: والبقلة الحمقاء إذا مضغت أذهبت الطّرش، وإذا أكلت أذهبت شهوة الجماع. والروم تقول: إن نظر ناظرٌ عند رؤية الهلال إلى الهندباء فحلف بإله القمر ألاّ يأكل هندباء ولا لحم فرسٍ، سلم في كلّ شهر يحلف فيه من وجع الضرس. الخس قالت الأطباء: الخسّ إذا أكل على الريق نافعٌ لتغيير الماء ومن يتأذّى باحتلام. وإذا شرب بزره بماءٍ باردٍ"قطع شهوة الجماع". الخردل قالوا: والخردل إن أكثر من أكله أورث ضعفًا في البصر، وهو مكثّر للّبن مدرّ للبول، وهو نافع من الصّرع. وإن اكتحل بمائه بعد أن يغلى عليه ويصفّى جلا البصر الضعيف من الرطوبة. وتزعم الروم أن ماءه يصلح للأطفال من الحمّى إذا أصابتهم. وهو يفسد الذهن ويورث االنّسيان ويضعف البصر. النعناع والحبق قالت الأطباء: النّعناع يسكّن القيء، وينفع من الفواق الحادث من البلغم إذا شرب مع النّمّام. وتقول الروم: الحبق الذي على شطوط الأنهار نافعٌ للرّمد إذا دقّ ونخل واكتحل به، وإن مضغه ماضعٌ ووضعه على عينه نفعه. الفوذنج والحندقوق والطرخون وأما الفوذنخ النّهري -"فإنه"يدر الطّمث. وإن أخذ من الفوذنخ الجبليّ أوقيّة وطبخ بنصف رطل من ماءٍ حتى يبقى الثلث ويشرب، سهّل السّوداء. وقالت الأطباء: الحندقوق يورث وجع الحلق، ويذهب بضرره من يأكل بعده الكزبرة الرّطبة والبقلة الحمقاء والهندباء. والطّرخون يؤكل مع الكرفس. الراسن والكشوث قالوا: والراسن ينفع من قطار البول إذا كان من بردٍ، ويقوّي المثانة. قالوا: والكشوث يذهب بالأرقان. عنب الثعلب والكرفس قالوا: وعنب الثعلب قاطعٌ لدم الحيض إن شرب أو احتمل. وقالوا: الكرفس إذا طبخ وشرب كان دواءً من وجع الكليتين ومن الأسر. حب الفلفل والحبة الخضراء والحمص تقول الأطبّاء في حبّ الفلفلك إذا خلط بالسّمسم وعجن بعسل الطّبرزذ يزيد في الجماع. والعرب تزعم أنّ الحبّة الخضراء وشرب ألبان الإيّل عليها تبعث الشّهوة. قال جرير: أجعثن قد لاقيت عمران شاربًا *** على الحبّة الخضراء ألبان إيّل والحمّص زائد في الجماع، مكثرٌ للمنيّ، محسّن للّون، زائدٌ في لبن المرضع، يدرّ دم الحيض، وإن خلط بالباقلاء أسمن. سويق العدس الأصمعيّ قال: قلت لابن أبي عطارد: بلغني أنّ أباك كان ذا منزلةٍ من ابن سيرين، فما حفظت عنه؟ قال: قال أبي: قال لي ابن سيرين: يا أبا عطارد، إن سويق العدس بارد وهو يدفع الدّم. الخردل، الحرف، والباقلاء قالت الأطبّاء: إنّ الخردل نافعٌ من حمّى الرّبع والحمّيات المتقادمة ووجع الأرحام ويجفّف... من البلغم، وينزل الرطوبة من الرأس وإن أكل مع السّلق المسلوق نفع من الصّرع، وإن طلي البرص به زال. وقالت الأطباء: الحرف يخرج حبّ القرع من البطن وينفع من عرق النّسا ووجع الورك. وإن سخّن بالماء الحارّ وشرب منه وزن أربعة دراهم أو خمسة أسهل الطبيعة ونفع من القولنج. وقال رجل من قدماء الأطّباء في الباقلاء: إنه إذا أدمن أكلّ البصر، وأحال الأحلام أضغاثًا لا ينتفع بها ولا يجد عابر الرؤيا إلى تأويلها سبيلًا. دهن الشاهدانج"القنبّ"ودهن الشّاهدانج نافعٌ لوجع الأذن العارض من البرد والعلل المتقادمة منها. لعلي بن أبي طالب في الزمان عن معمر بن خثم عن جدّته قالت: سمعت عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه يقول: إذا أكلتم الرمّان فكلوه يشحمه فإنه دباغ للمعدة. وذلك يوم الجمعة على المنبر. لأعرابي في الرمّان الأصمعيّ: قيل لأعرابيّ: لم تبغض الرمّان؟ قال: لأنه مبخرة مجفرة مجعرة. ليحيى بن خالد في ما يورث القمل قال: وقال يحيى بن خالد: شيئان يورثان القمل: التينّ اليابس إذا أكل، وبخار اللّبان إذا تبخرّ به. الخوخ والأتّرج وقالت الأطباء: ورق الخوخ وأقماعه إن دقّ وعصر وشرب أسهل حبّ القرع والدّيدان والحّيات المتولّدة في البطن، وإن صبّ ماء ورقه في الأذن أمات الديدان فيها، وإن تدّلك بورقه بعد النّورة قطع ريحها. وحمّاض الأترج إن لطخ به الكلف والقوب أذهبه. وحبّ الأترج نافعٌ من السّموم التفاح وورق التفّاح الغضّ إن دقّ بالرّفق خمسةً أو ستةً ثم ضمد به الوشم قلعه من غير أن يقرح موضعه. الجزر عن الزّهريّ قال: حدّثني رجلٌ من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من بات وفي بطنه جزرةٌ أو جزرتان أو ثلاث أمن القولنج والدّبلية"الفستق واللّفاح والفستق: إن دقّ وشرب بالمطبوخ الشديد نفع من لسع الهوامّ.س واللّفاح: سمّ، وربما قتل آكله. وتدفع مضرّته بالقيء بالشّراب والعسل والإسهال وشمّ الفلفل والخردل والجندبادستر والسّذاب والتّعطس. لبزر جمهر في الأترجّ قال: وحدّثني شيخٌ من الدّهاقين عالمٌ بأيام العجم: أن بزر جمهر قال لأهل الحبس: سلوا الملك أن يرزقكم مكان الأدم الأترجّ، ليكون القشر لطيبكم، ولحمته لفاكهتكم، والحمّاض لصباغكم، والحبّ لدهنكم. فكان ذلك أوّل ما عرفت به حكمته. في ملك العجين قال رئيس من رؤوساء الطبّاخين: االعجين يملك. وفي الحديث المرفوع: "أملكوا العجين فإنه أحد الرّيعين". في ما يصلح الطعام السّويق: يغسل بالماء الحارّ مرّات ثم بالبارد ويشرب. والملح: يتقبّل به الطبيخ. والخلّ: ينضج العدس ويصلحه للأكل. الباقلّى: ينقع ثم يطبخ. ولا يؤكل من الفاكهة إلا ما نضج على شجره، ويلقى ثفله وعجمه، ويؤكل على ريق النّفس. والعنب: يقطف ويمهل أيّامًا ثم يؤكل. ولا يؤكل من القنّب إلا لبّه. ولا يؤكل من الرأس إلا أسنانه وعيونه. الباذنجان: يشقّ ويحشى بالملح، ويترك ساعةً في الماء البارد، ثم يصبّ عنه ويعاد إلى الماء مرارًا، ثم يسلق بعد ذلك. الكبر: يؤكل بالخلّ بعد غسله بالماء من الخلّ. الزيتون: يؤكل وسط الطعام ويصبّ في الخل. ويؤكل من الأشترغاز خلّه ولا يعرض لجسمه. والكمأة: تنصّف ويقشر عنها قشرها، وتسلق بالماء والملح ثم تستعمل بالسّعتر والفلفل، وتقلى بالزّيت الرّكابيّ، وكذلك الفطر. السّلق والكرنب: يسلقان بالماء والملح، ويصبّ ماؤهما ثم يستعملان. والبقول: تمسح ثم تؤكل ولا تغسل بالماء. وأحمد التّمور الهيرون. وأحمد البسور الجيسران. وما اصفرّ أحمد مما اسودّ. السمك: خيره وشرّه وخير السّمك الشّبّوط والبنانيّ والميّاح. ولا يؤكل السمك الطّريّ إلا حارًّا بالخردل في الشتاء، وفي الصيف بالخلّ وبالأباريز. وأقلّ السّمك أذّى الممقور. وشرّ السّمك كباره السماريس. وخير السماريس البيض،"وأكلها"خيرٌ من أكل الحمر،وشرّها السّود. البيض وخير البيض بيض الشّوابّ من الدجاج، ولا خير في بيض الهرمة، وأخفّ البيض الرقيق، وأثقله البيض الصلب. ولا يعرض من الرأس للدّماغ ولا للّسان، ولا الغلصمة ولا الخراطيم. لحم عنق الشاة ولحم العنق خفيفٌ سريع الإنهضام. وفي الحديث المرفوع: "العنق هادية الشاة وهي أبعدها من الأذى"والقفّاع: يشرب قبل الطّعام ولا يشرب بعده. واللّبن: لا يؤكل ولا يشرب إلا بعد وضع الشاة بشهرٍ ونحوه والباقلّى: يؤكل بعده الفوذنج فإنه يذهب بنفخته اللّوبياء: يؤكل بعده الخردل الرّطب، ويشرب بعده ماء الرّمّان والسّكنجبين المعمول بالسكّر. الهريسة: تؤكل بالفلفل الكثير والمرّيّ ولا يجعل فيها السّمن. والمضيرة: تطبخ بالفوذنج والسّذاب والكرفس. الزيت الزيت الرّكابيّ: إذا خلط بالخلّ أو أغلي على النار ثم رفعت رغوته عاد كالمغسول. وفي الحديث: أن عمر رضي اللّه عنه قال: عليكم بالزّيت، فإن خفتم ضرره فأثخنوه بالماء فأنه يصير كالسّمن. من حديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم في زيت الزيتون عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "عليكم بالشّجرة التي نادى اللّه منها موسى عليه السلام زيت الزّيتون ادّهنوا به فإنه شفاءٌ من الباسور"الخردل الخردل: يعجن بالخلّ ويغسل بالماء ورماد البلّوط أو رماد الكرم مرارًا بعد أن ينعم دقهّ ونخله، ثم يغسل بالماء القراح ويرشّ بالماء حتى تخرج رغوته ويكثر خلّه، ويخلط معه اللّوز الحلو أو ماء الرّمان الحامض وماء الزّبيب. جاء بعد خاتمة الجزء التاسع من النسخة الخطية التي نقل عنها الأصل الفتوغرافي في"أ"ما يأتي"الأصمعي وهارون الرشيد قال الأصمعيّ: دخلت على هارون الرشيد وبين يديه بدرةٌ، فقال: يا أصمعيّ، إن حدّثني بحديثٍ في العجز فأضحكتني وهبتك هذه البدرة. فقال: نعم يا أمير المؤمنين؛ بينا أنا في صحارى الأعراب في يومٍ شديد البرد والرّيح وإذا بأعرابيّ قاعدٍ على أجمةٍ وهو عريان، قد احتملت الرّيح كساءه، فألقته على الأجمة؛ فقلت له: يا أعرابيّ؛ ما أجلسك ها هنا على هذه الحالة؟ فقال: جاريةٌ وعدتها يقال لها سلمى، أنا منتظر لها. فقلت: وما يمنعك من أخذ كسائك؟ فقال: العجز يوقفني عن أخذه. فقلت له: فهل قلت في سلمى شيئًا؟ فقال: نعم. فقلت: أسمعني للّه أبوك! فقال: لا أسمعك حتى تأخذ كسائي وتلقي عليّ. قال: فأخذته فألقيته عليه؛ فأنشأ يقول: لعلّ اللّه أن يأتي بسلمـى *** فيبطحها ويلقيني علـيهـا ويأتي بعد ذاك سحاب مزنٍ *** تطهّرنا ولا نسعى إليهـا فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهره، وقال: أعطوه البدرة. فأخذها الأصمعيّ وانصرف. بين الحسن بن زيد وابن هرمة ويروى أن الحسن بن زيد لما ولي المدينة قال لابن هرمة: إني لست كمن باعك دينه رجاء مدخك أو خوف ذمّك فقد رزقني اللّه بولادة نبيّه عليه السلام الممادح وجنبني المقابح، وإنّ من حقّه عليّ ألاّ أغضي على تقصير في حقّ ربّه. وأنا أقسم لئن أتيت بك سكران لاضربنّك حدًّا للخمر وحدًّا للسكر، ولأزيدن لموضع حرمتك بي. فليكن تركك لها للّه تعن عليه ولا تدعها للناس فتوكل إليهم؛ فنهض ابن هرمة وهو يقول: نهاني ابن الرسول عن المـدام *** وأدّبـنـي بـآداب الـكـرام وقال لي اصطبر عنها ودعها *** لخوف اللّه لا خـوف الأنـام وكيف تصبّري عنها وحـبّـي *** لها حبّ تمكّن في عظامـي أرى طيب الحلال عليّ خبثـًا *** وطيب النفس في خبث الحرام ذكر هذا الخبر أبو العباس المبرّد في كتاب الكامل.
|